Anime Lovers
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

Anime Loversدخول

descriptionباب صلاة التطوع الجزء الأول Emptyباب صلاة التطوع الجزء الأول

more_horiz
باب صلاة التطوع
آكدها الاستسقاء والكسوف، ثم الوتر بين صلاة العشاء والفجر، وأقله ركعة وأكثره إحدى عشر مثنى مثنى، وأدنى الكمال ثلاث بفصل، ويقنت بعد الركوع بالمأثور وفي الفجر للنازلة، ثم السنن الراتبة عشر: قبل الظهر وبعدها وبعد المغرب والعشاء وقبل الصبح وهما أفضل، ثم التراويح عشرون في رمضان، ثم صلاة الليل وسطه، ثم الشطر الأخير، ثم النهار في بيته ثم مسجده قائما ثم قاعدا، وأدنى الضحى ثنتان وأكثرهما ثمان إذا علت الشمس إلى الزوال، وسن أربع عشرة سجدة لقارئ ومستمع كالصلاة بلا تشهد.


--------------------------------------------------------------------------------

الباب بعده: باب صلاة التطوع، أي: التنفل بالصلوات، وذلك لأن الصلاة عبادة محبوبة عند الله تعالى، فلما كانت قربة من القربات أكد أو فرض الفريضة التي هي سبعة عشر ركعة ورغب فيما بعد ذلك من التنفلات، ورغب في صلوات التطوع؛ جاء في حديث ربيعة: قال للنبي - صلى الله عليه وسلم - لما قال: أسألك مرافقتك في الجنة. فقال: أو غير ذلك؟ قال: هو ذاك. قال: فأعني على نفسك بكثرة السجود أي: بكثرة التطوع بالصلاة، وكان - صلى الله عليه وسلم - يقول: الظمآن يروى والجائع يشبع، وأنا لا أشبع من الصلاة وثبت قوله: جعلت قرة عيني في الصلاة وكان إذا حزبه أمر فزع إلى الصلاة ؛ لأنه إذا دخل في الصلاة نسي هموم الدنيا وغمومها، وأقبل على ربه وانبسط قلبه وبدنه بهذه الصلاة، وكان أيضا يحث صحابته على أن يتعالجوا بالصلاة، أن يجعلوا الصلاة علاجا، مر على أبي هريرة مرة وهو يتألم، فقال: أتشتكي بطنك؟ قال: نعم، قال: عليك بالصلاة واستدل على ذلك بقوله تعالى: وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ أي: اجعلوا الصلاة إعانة لكم على أعدائكم وعلى أمور دينكم، وعلى همومكم وغمومكم، فلذلك يتأكد على المسلم أن يكثر من التطوع، أن يتطوع بالصلاة.

فآكد صلوات التطوع عند المؤلف: الاستسقاء ، وذهب ابن قدامة إلى أن الكسوف آكد، وكأن المؤلف سوى بينهما، آكدها: الاستسقاء والكسوف، بمعنى أنهما لأسباب، فالاستسقاء سببها القحط؛ يستسقون يعني: يطلبون ربهم أن يسقيهم، أن يغيثهم، والكسوف سببه الآية التي في الكون، إذا رأوا هذه الآية بادروا بالصلاة، فهما آكد التطوعات، لا يصلان إلى الفرض، ولكن يكونان من التطوع والتنقل.

بعد الاستسقاء والكسوف ذكروا أن آكدها التراويح، ولكن أسقط ذلك المؤلف واختار أن الذي بعد الكسوف الوتر، أي: صلاة الوتر؛ وذلك لقوله - صلى الله عليه وسلم -: أوتروا يا أهل القرآن، من لم يوتر فليس منا يعني: يا أمة القرآن وهذا فيه وعيد، يعني: حافظوا على صلاة الوتر، فمن لم يوتر فليس منا، أي: ليس مثلنا، وكان - صلى الله عليه وسلم - يحافظ على صلاة الوتر سفرا وحضرا، ما تركه حتى في الأسفار التي يلاقي فيها مشقة يحافظ على أدائها، على أداء الوتر، وجاء عن الإمام أحمد أنه قال: الذي يترك الوتر رجل سوء، ينبغي ألا تقبل شهادته، ثم محله بعد صلاة العشاء وقبل الفجر، بين هاتين الصلاتين؛ وذلك لأن الناس يعتادون قديما أن يناموا، الذين كانوا يعملون في النهار، فإذا صلوا العشاء ينامون، وقد لا يستيقظ أكثرهم إلا لصلاة الفجر فتفوت عليه الوتر، فأمر بأن يواظب عليها، والأفضل لمن يؤخر أنه لا يستيقظ، صلاتها قبل النوم، أوصى بذلك النبي - صلى الله عليه وسلم - لأبي هريرة، ولأبي الدرداء أو أبي ذر، أوصاه بثلاث: صيام ثلاث أيام من كل شهر، وركعتي الضحى، وأن يوتر قبل أن ينام هكذا وقيل: إن أبا هريرة كان في أول الليل يجلس يذاكر الحديث، يتذكر الأحاديث، فيخشى أنه ينام عن الوتر آخر الليل، فأمره أن يوتر قبل أن ينام.

ولا شك أن آخر الليل أفضل؛ لأنه وقت النزول الإلهي، فإذا وثق بأنه سوف يستيقظ آخر الليل أخر الوتر، وإن خاف ألا يستيقظ عجل الوتر.

أقل الوتر ركعة، يعني: الركعة الواحدة مجزئه؛ ذلك لأنها تسمي وترا؛ لأن الوتر هو العدد الفرد، الواحدة وتر والثلاث وتر والخمس وتر والسبع وتر، يعني: كل عدد فرد فإنه يسمي وترا، فأقله ركعة وأكثره إحدى عشرة، والإحدى عشرة أيضا وتر، والثلاثة عشر والخمسة عشر والسبعة عشر، كل عدد فيه فرد فإنه يسمى وِترا أو يسمي وَترا، قرأ بعد القراء: وَالْفَجْرِ وَلَيَالٍ عَشْرٍ وَالشَّفْعِ وَالْوَتْرِ - قراءة - يعني: قراءة فصيحة ولأجل ذلك يستعمل الوِتر بكسر الواو، ويجوز أن تقول الوَتر.

الشفع هو العدد الزوج الاثنان والأربع والستة والثمانية، إذا صلاها إحدى عشرة يسلم من كل ركعتين مثنى مثنى؛ لقول النبي - صلى الله عليه وسلم -: صلاة الليل مثنى مثنى، فإذا خشيت الصبح فصل واحدة توتر لك ما قد صليت .

هكذا يسلم من كل ركعتين، جاءت الأحاديث الكثيرة بذلك، وكذلك تقول عائشة -رضي الله عنها-: كان يقول في كل ركعتين التحية يعني: يقرأ التحيات بعد كل ركعتين.

أدنى الكمال ثلاثا بسلامين هذا معني قوله بفصل، إذا صلى ثلاثا يصليها بسلامين، ركعتين بسلام ثم ركعة واحدة بسلام، هذا أدنى الكمال أعلاه كما عرفنا إحدى عشرة .

يقنط بعد الركوع بالمأثور بعد الركوع في الركعة الأخيرة من الوتر، سواء صلاه وحده أو صلاه في جماعة يقنط بعد الركوع، فيقول ما ورد من الأدعية المأثورة، كان عمر بن الخطاب رضي الله عنه يقنط بسورتي أُبَيّ، صورتان مكتوبتان في مصحف أُبَيّ، ولكنهما يظهر أنهما من الأدعية، وأن بلالا لم يبلغه أنهما نسخا.

الصورة الأولى هي قوله: " اللهم إنا نستعينك ونستهديك، ونؤمن بك ونتوكل عليك، ونستغفرك ونتوب إليك، ونؤمن بك ونتوكل عليك ونثني عليك الخير كله ونشكرك ولا نكفرك، ونخلع ونترك من يفجرك " تسمى سورة الخلع؛ لأن فيها ونخلع.

والصورة الثانية: " اللهم إياك نعبد ولك نصلي ونسجد، وإليك نسعى ونحفد نرجو رحمتك ونغشي عذابك، إن عذابك الجد بالكفار ملحق " وتسمى سورة الحفد، " وإليك نسعى ونحفد " ويقرأ أيضا بقوله: " اللهم أهدنا فيما هديت إلى آخره " وبقوله: " اللهم أني أعوذ برضاك من سخطك " إلى آخره، وبقوله: " اللهم أقسم لنا من خشيتك " إلى آخره وما تيسر.

ويقنط في الفجر للنازلة، إذا نزل بالمسلمين نازلة كعدو نزل بهم يخشون كَلَبَه، فإنه يقنط في الفجر، يدعو للمسلمين ويدعو على الكفار، هذه أن القنوط يكون عند النوازل، ثبت أنه - صلى الله عليه وسلم - لما قتلت هذيل سبعين من القراء خداعا، جاءوا وقالوا: إن فينا إسلام فأرسل معنا من يفقهنا، أرسل معهم سبعين من القراء ظنا صدقهم، فلما جاءوا قتلوهم فقنت - صلى الله عليه وسلم - شهرا، يدعو على رعل وذكوان وعصية وبني لحيان قبائل من هذيل، قنت شهرا ثم تركه.

بعد ذلك بعد الوتر في الآكدية الرواتب ، وتسمى السنن الرواتب، وهي عشرة وقيل: اثنى عشر، أربعا قبل الظهر، وأربعا بعدها، أو ركعتين جاء أنه - صلى الله عليه وسلم - كان يصلي أربعا قبل الظهر بسلامين، وندب إلى أربع قبلها، فإذا صلى ركعتين قبلها وركعتين بعدها كفاه ذلك، وإن أراد الفضل والزيادة صلى أربعا قبلها بسلامين، وله أن يصلي أكثر من الأربع.

روي عن بعض السلف أنه كان يصلي ستا قبل الظهر، وستا بعدها، وأربعا قبل العصر وستا بعد المغرب وستا بعد العشاء، وركعتين قبل صلاة الفجر، يعني: يكون قد زاد نحو عشرين ركعة، زاد أربعا قبل الظهر وأربعا بعدها وأربعا قبل العصر، هذه اثنى عشر وأربعا بعد المغرب وأربعا بعد العشاء هذه عشرون.

من استكثر فإنه يجد ذلك عند الله تعالى، بعد المغرب ركعتين وبعد العشاء ركعتين وقبل الصبح ركعتين هذه هي الرواتب، آكدها ركعتي الصبح -سنة الصبح، كان - صلى الله عليه وسلم - يحث عليهما حتى قال: صلوهما ولو طردتكم الخيل يعني: من آكديتهما، وكان أيضا لا يتركهما حضرا وسفرا، وجاء أنه -صلى الله عليه وسلم - قال: ركعتي الفجر خير من الدنيا وما عليها يعني: دليل على فضل سنة الفجر.

بعد ذلك قد يكون قبل التراويح ، التراويح جعلها كثيرون قبل الوتر، يعني: في الآكدية، ولكن المؤلف أخرها بعد الوتر وبعد الرواتب، ولعل سبب تأخيرها أنها خاصة برمضان. عددها عشرون ركعة، هذا هو العدد المتبع؛ وذلك لأن عمر -رضي الله عنه- لما جمع الصحابة عليها أمرهم بأن يصلوها عشرين واستمروا على ذلك، يسلمون من ركل ركعتين يصلونها عشرين ركعة، ويطيلون فيها أيضا.

ذكروا أنهم يصلون بسورة البقرة يقرؤها في ثماني ركعات، بعض الأئمة في بلادنا -مع كونهم يصلون إحدى عشر ركعة- يجعلون البقرة في خمسين ركعة، في خمسين أو في ستين ركعة، وهذا خلاف ما كان يفعله سلف الأمة، فهي عشرون ركعة استمر عملهم على ذلك، ثم في أواخر القرن الأول كان أهل مكة إذا صلوا أربع ركعات يطوفون بالبيت، فقال أهل المدينة: ما عندنا بيت نطوف به، كيف ندرك أهل مكة ؟

فزادوا في عدد الركعات قالوا: بدل كل سبعة أشواط لأهل مكة نزيدها في الركعات أربع ركعات، فصارت التراويح عند أهل المدينة صارت ستا وثلاثين بالوتر، ستا وثلاثين، يعني: أنهم زادوا ستة عشر مع العشرين أصبحت ستا وثلاثين مع الوتر ثلاث، أصبحت تسعا وثلاثون، وعند بعضهم أنه جعلها أربعين والوتر، فيكون إحدى وأربعين ركعة، هكذا كانوا يصلونها، ومع ذلك كانوا يطيلون، ما كانوا ينصرفون إلا قرب السحور، إذا انصرفوا إلى أهلهم يقولون للخدام: أسرعوا بالطعام، يعني: أسرعوا بإعداد بالطعام الذي هو السحور .

النبي -صلى الله عليه وسلم- صلاها ثلاث ليال بأصحابه، صلى ليلة وصلى خلفه قليل، وجاءت الليلة الثانية فزاد العدد، فصلى بهم إلى نصف الليل .

ثم جاء فزاد العدد في الليلة الرابعة، فصلى بهم الى آخر الليل .

يقول الراوي: حتى خفنا أن يفوتنا الفلاح، يعني: السحور؛ لتأخيره لهم، سواء أكان يصلي إحدى عشرة أو كان يصلي أكثر، والغالب أنه يصلي أكثر؛ لأنه استغرقت صلاته الليل، يعني: من العشاء إلى قبل الفجر بساعة أو نحوها، استغرقت صلاته هذا الليل كله، فدل على أنه قد يزيد في صلاته -في صلاة الليل في أركانها أو في عددها أو في قراءتها، أو ما أشبه ذلك، خاصة يوم في رمضان.

بعد ذلك صلاة الليل، يلي صلاة التراويح في الوتر صلاة الليل، يعني: التهجد في الليل؛ وذلك لأن الليل محل الهدوء، محل سكون الأصوات ونحوها .

فإذا صلى في الليل يستحب أن يكون في وسطه أو في الشطر الأخير منه الذي هو الثلث الأخير، فيصلي في الليل ما تيسر له، ساعة أو ساعتين أو أكثر أو أقل على حسب نشاطه؛ وذلك للأدلة الكثيرة التي ترغب في ذلك، مثل قول الله تعالى: أَمْ مَنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاءَ اللَّيْلِ سَاجِدًا وَقَائِمًا القانت: الخاشع .

آنَاءَ اللَّيْلِ يعني: ساعات الليل، سَاجِدًا وَقَائِمًا اقتصر على ركنين؛ لأنهما الركوع والسجود أشرف أركان الصلاة، والقائم -القيام أشد على المصلي، ذلك كثيرون، الذين يصلون جلوسا ويدعون أنهم يقنعون بالأجر؛ لأنه جاء في الحديث أن صلاة القاعد على النصف من صلاة القائم، يعني: إذا كان قادرا، ولكن معه شيء من الضعف .

صلاة التهجد هي من أفضل القربات، مدح الله تعالى أهلها في عدة آيات، كقوله تعالى: تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يعني: أنهم يتقلبون لا يطمئنون في نومهم .

كان بعض الزهاد إذا نام قليلا انتبه وقام يصلي، واستمر على ذلك لا ينام إلا قليلا . فقيل له: فلماذا لا تنام؟ فقال: إن عجائب القرآن أثرن نومي، ما أخرج من أعجوبة إلا وقعت في أخرى. فكانوا يصلون الليل كله أو جله، بعد صلاة الليل في وسطه أو في الثلث الأخير من الليل تأتي صلاة النهار .

صلاة النهار أقل أجرا من صلاة الليل، وصلاة النهار يعني: في غير أوقات النهي، فيصلي في بيته، في الحديث: أفضل صلاة الرجل في بيته إلا المكتوبة يعني: يجعل من صلاته في بيته، قال -صلى الله عليه وسلم-: اجعلوا من صلاتكم في بيوتكم، ولا تتخذوها قبورا أي: مهجورة كما تهجر القبور، فقد عرفوا أن القراءة عند القبور لا تجوز، فقال: لا تجعلوا بيوتكم كالقبور التي لا يقرأ فيها، بل اقرءوا فيها، وصلوا فيها؛ لتعمروها بذكر الله تعالى، فالصلاة في بيته تعتبر من أفضل القربات.

كذلك صلاته في مسجده، إذا كان قربه مسجد، وأحب أن يصلي فيه بعض الرواتب أو يصلي فيه الضحى، أو يصلي فيه بالليل يكون في ذلك فيه أجر .

والأصل أن التطوع يكون قائما، إذا كان يريد الأجر تاما فإنه يصلي وهو قائم، إذا كان قادرا على ذلك؛ لقوله تعالى: أَمْ مَنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاءَ اللَّيْلِ سَاجِدًا وَقَائِمًا اقتصر على ركنين؛ لأنهما أفضل الصلاة، ثم قاعدا، إذا كان الإنسان معه شيء من الكسل، وكان نصف الأجر صلى وهو قاعد وأجره على النصف من صلاة القائم، هكذا جاء في الحديث: صلاة القاعد على النصف من صلاة القائم، وصلاة النائم -يعني: المضجع- على النصف من صلاة القاعد فعرفنا بذلك أنه يجزئ القاعد القادر النشيط يجزؤه أن يصلي وهو جالس من باب إراحة النفس، ومع ذلك فإنه لا يزهد في الخير، لا يزهد في الأجر الكامل إلا محروم .

ذكر بعد ذلك صلاة الضحى، أدنى كمالها ركعتان، وأكثرها ثمان، إذا علت الشمس إلى الزوال، إذا علت الشمس ابتدأ وقتها، وإذا زالت انتهى وقتها، هذه صلاة الضحى، أقلها ركعتان كما في حديث أبي هريرة: وأن أصلي ركعتي الضحى وأكثرها ثمان بأربع تسليمات، ثمان ركعات يصليها إن شاء بعد ارتفاع الشمس قيد رمح، وإن شاء في وسط الضحى، وإن شاء قبيل الظهر، أي: قبل أن يدخل وقت الظهر .

بعدها سجدات التلاوة : اختلف هل سجود التلاوة صلاة أو ليس بصلاة ؟

كأن الفقهاء ومنهم المؤلف يرون أنه صلاة، ولكن يميل شيخ إلاسلام إلى أنه ليس بصلاة . وإذا قيل: ما الفرق بين القولين ؟

إذا قيل: إنه صلاة فإنه لا يسجد في أوقات النهي، ولا بد أن يستقبل القبلة، ولا بد أن يكون متطهرا، ولا بد أن يكون ساترا لعورتة كما يكون ذلك في صلاته، والقول الثاني بعكس هذا، إذا قيل: إنه عبادة مستقلة لا تسمى صلاة، وليست صلاة بالعرف فإنه -والحال هذا- يجوز أن يسجد في أوقات النهي الموسعة والمضيقة، سجود التلاوة، ولو سجد لغير القبلة أجزأه ذلك؛ لأنه عبادة مستقلة، ولو انكشف بعض عورته في سجود التلاوة كفخذه أو نحوه فإنها لا تبطل بذلك؛ لأنها ليست بصلاة، وإنما هي عبادة مستقلة.

وفي شرعية سجود التلاوة وسجود الشكر دليل على فضل السجود، وأنه أفضل أعمال الصلاة.

سجود التلاوة أربع عشرة سجدة: الأعراف والرعد والنحل والإسراء ومريم وفي الحج سجدتان وفي الفرقان والنمل والسجدة وفصلت والنجم والإنشقاق والعلق.

وأما سجدة ص فإنهم لا يرونها من سجود التلاوة؛ وإنما يرونها جائزة ويرونها سجود شكر؛ وذلك لأنه روي أنه -صلى الله عليه وسلم- قال: سجدها داود توبة، ونحن نسجدها شكرا ويقول ابن عباس: " ص ليست من عزائم السجود، ولقد رأيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يسجد فيها" فدل ذلك على أنها سجدة شكر، وأما بقية السجدات فإنها سجدات تلاوة، ولها آكاديتها، وقد يعاب على الذي يتركها؛ لقول الله تعالى: وَإِذَا قُرِئَ عَلَيْهِمُ الْقُرْآنُ لَا يَسْجُدُونَ بَلِ الَّذِينَ كَفَرُوا يُكَذِّبُونَ فهذا ذم لمن يجعل السجود ولكن لا يسجد .

ثم هذه السجدات في حق القارئ، وفي حق المستمع، القارئ هو يعتبر كالإمام والمستمعون هم الذين يتابعونة ويستمعون الى قراءته، فإذا سجد سجدوا؛ وذلك لأنه يعتبر إمامهم .

روي أن رجلا كان يقرأ عند النبي -صلى الله عليه وسلم-، فمر بآية سجدة، فتوقف وكأنه ينتظر أن النبي -صلى الله عليه وسلم- هو الذي يسجد، فقال له: إنما أنت إمامنا يعني: إذا سجدت سجدنا . ويقول: إنها كالصلاة بلا تشهد، هكذا يجعلونها كالصلاة . وقد ذكرنا أن شيخ إلإسلام يرى أنها ليست كالصلاة، وأنه يجوز فيها أن يسجد وهو كاشف بعض عورته، ويجوز أن يسجد وهو على غير طهر، ويجوز أن يسجد ولو كان على بدنه نجاسة، ويجوز أن يسجد لغير القبلة، وهذه لا تكون في الصلاة، ولا يتشهد فيها، يدعو فيها بما ورد .

ذكر ابن القيم في زاد المعاد الأدعية التي وردت مثل قوله: أولا أن يقول: سبحان ربي الأعلى؛ لعموم قوله: اجعلوها في سجودكم

ثانيا: قوله (اللهم إني لك سجدت ……) إلى آخره .

ثالثا: الدعاء الذي جاء به الصحابة وسمعوه من شجرة، يقول: إني كنت أقرأ في برية، فسجدت وسجدت عندي شجرة وسمعتها تقول: ( اللهم اجعل لي بها أجرا، وضع عني بها وزرا، واجعل لي عندك بها زخرا )، يقول الراوي: فرأيت النبي -صلى الله عليه وسلم- سجد بعد ذلك، وقال مثلما علمه الرجل عن دعاء الشجرة .

الساجد يدعو بما تيسر، يعني: له أن يدعو بهذا الدعاء أو بغيره؛ لأن الآثار قد جاءت، ولكن لم تحدد، وكان -صلى الله عليه وسلم- أحيانا يطيل، يطيل هذا السجود، وكان أيضا يسجد إذا جاءه أمر يسره فيسمى سجود الشكر، فربما يقع على الأرض يسجد ربع ساعة أو نصف ساعة في سجدة الشكر، يدعو الله تعالى ويحمده .

descriptionباب صلاة التطوع الجزء الأول Emptyرد: باب صلاة التطوع الجزء الأول

more_horiz
يـسـلـموؤوؤوؤوؤوؤو ياقـمـر ع المـوؤوؤوضـوؤوؤوع الـراآاآاآاآئـع
تـقبـلـي مـروؤوؤوؤوري :D

descriptionباب صلاة التطوع الجزء الأول Emptyرد: باب صلاة التطوع الجزء الأول

more_horiz
يسلمووووووا على المووضووع بنت الامارات
privacy_tip صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
power_settings_newقم بتسجيل الدخول للرد