رم - خلود الجاعوني
وانقلب السحر على الساحر ...هذا ما حصل لاب انتزعت منه عاطفة الابوة ليقع في شراك الشيطان الذي زين له استغلال بناته العاملات للاستيلاء على رواتبهن فاستعان باحد المشعوذين ليكيد لفلذات اكباده. فهذه القصة ليست من الخيال وانما مدونة في سجلات رسمية. فالاب حصل على سحر حال دون ان يدق الخطاب باب بيته. ولكن مع مرور الوقت اكتشفن البنات ما هو امر واقسى من السحر وهو ان والدهن وراء معاناتهن ، فلجأن اصحاب الاختصاص فذهب عنهن الاذى وتزوجن.
واذا كن تلك الفتيات ذقن الامرين من والدهما فهناك اما قصة فتاة بالعشرين فكانت مريرة كيف لا وظلم ذوي القربى اشد ...نعم فقد شاءت الاقدار ان يقع شقيقها في غرام فتاة لم تسلبه قلبه بل وعقله الذي استخدمه لتدمير حياة اخته الانسانة الملتزمة المؤدبة ، فبعد ان تقدم لخطبة حبيبته اشترط الاهل ان يكون البدل ، بمعنى ان يخطب شقيقها المنحرف شقيقة الخاطب ، وبما انه منحرف فقد رفضته الفناة رفضا قاطعا ، ولكن الاخ لم يعر ذلك اهتمامه ، واتفق مع شقيق خطيبته ان يعملوا لها عملا ، وطلب المشعوذ انه سيعمل لها سحر ولكن بعد جلب اثر منها ، وبالفعل استطاع الاخ ان يحصل على مراده بدون ان تدري شقيقته المسكينة اي مؤامرة يحيكها ضدها ...وللاسف تزوجته وعاشت حياة عذاب معه .... ناهيك عن قصة اخ سحر اخته حتى تكون خادمة لزوجته .
ومن الشواهد التي تدل على ان الانسان قد يحطم حياته بيده فهي التي حصلت مع سيدة كانت تعيش مع زوجها حياة مستقرة لا تعكرها اية شوائب ...ولكن جارة السوء حسدتها ولعبت بعقلها بأنها ستقدم لها نصيحة كيف تجعل زوجها خاتم باصبعها ، واطاعتها وذهبت الى الساحر ولكن بعدها اصبح زوجها لا يطيقها ولم يكتف بذلك بل اخذ يضربها وكانت النهاية الطلاق .
وفي قصة اخرى، فقد تعرضت مواطنة للاحتيال قي منطقة حي الفصيلة باربد من قبل شخصين بعد ايهامها انها تعاني من سحر ووجود جن في جسمها وذلك لوجود ذهب في منزلها واخذا منها مبلغ خمسة الاف دينار من اجل استخراج الذهب ثم تواريا عن الانظار وكانت النتيجة ان تبخرت فلوسها وتدهورت حالتها .
وفي ذات المدينة وقع رجل من اربد في شرك الاحتيال حينما اوهمه مشعوذ انه يستطيع فك السحر وقام باخذ مبلغ من المال ثم لاذ بالفرار .
وفي منطقة وادي عبدون بعمان قامت فتاة بالاحتيال على مواطنين عن طريق ادعائها بان بامكانها استخراج الذهب من الارض بطريقة الشعوذة والسحر ، وتم الابلاغ عنها للشرطة والقي القبض عليها بعد ان احتالت على سيدة واخذت منها مبلغ 2200 دينار بعد ان اوهمتها ان بامكانها استخراج الذهب من تحت منزاها .
وفي الرمثا واثناء تواجد رجل بمنزله حضرت اليه مشعوذة وادعت انها تعرف بالسحر واوهمته انه معمول له حجاب ولبناته ، وطلبت مبلغ 70 دينارا ومصاغ وبعد ان اخذتها هربت وتم القبض عليها .
الدراسات والابحاث الرسمية والامنية التي اجريت على ضحايا الشعوذة اثبتت ان معظم ضحاياها من النساء . الا ان ذلك لا يعني ان الرجال بعيدين عن هذه المعتقدات البالية البعيدة عن تقاليد عاداتنا واصالتنا ، ولكل واحد منهم امل مسلوب يبحث عنه ما بين خزعبلات هؤلاء وبخورهم المتصاعد ، وتناوسوا ان عدة النصب والاحتيال ما هي الا وسائل يستخدمها كل من تمرسوا في فن السحر والشعوذة بعد ان تبين لهم انها مهنة مربحة .
.. بالمرصاد
ويقول العقيد جمال البدور مدير ادارة البحث الجنائي في مديرية الامن العام عن الاحتيال باسلوب ممارسة الشعوذة بأنه الحصول على مال الغير بطرق الغش والخداع وايهام الضحية بالقدرة على تلبية الحاجات في العلاج من الامراض المختلفة ، او العلم بالغيب وكشف المستور وذلك باستخدام طرق واساليب احتيالية مضللة .
ووجدت التقارير بحسب العقيد البدور ان المشعوذ يمتاز بانه انسان محتال وذكي يلجأ الى مخاطبة الناس بفطرتهم وبطرق مقنعة ابرزها القران الكريم مستغلا حاجاتهم وموروثاتهم الثقافية المتوارثة عن الاجداد الذين تحدروا من المجتمعات العربية الشرقية المسلمة بالفطرة والتي تتمتع بالصفاء والطيبة ، كما يستغل بعض المحتالين قبول المجتمع العام وتسليمه بفعالية القران في العلاج حيث يلجاوا الى استخدامه كطعم في الايقاع بالناس والاستيلاء على اموالهم .
وقال البدور انه على الرغم من التوعية العامة التي استهدفت جميع شرائح المجتمع بالتحذير من المحتالين والدجالين الا اننا لا نزال نستقبل قضايا بهذا الاسلوب الاحتيالي ونحن نعرف بان هناك ايضا قضايا ترتكب ولا يصل العلم بها للاجهزة الشرطية وذلك مرده الثقافة الاجتماعية المخطوئة في هذا المجال ، وان التعليم الاسلامية السمحة التي اوردها القران الكريم والسنة النبوية الشريفة لتؤكد جميعها على زيف وبطلان ادعاء هؤلاء.
وكشفت دراسة اعدتها ادارة البحث الجنائي بهذا الخصوص الكثير من المخفي في عالم الشعودة، فهذه الجرائم ليست مقصورة على منطقة معينة وانها جريمة يسهل ارتكابها وانها لا تطال فئة معينة من الضحايا وتتركز بالمدن الكبرى وان الضحايا من المتعلمين واغلب زبائنها من الاناث .
واعمال المشعوذين هي كتابة الحجب وسحب الذهب من الارض والعلاج من الامراض المختلفة وتحريك النفوذ من منطقة لاخرى وحل المشاكل الزوجية واستخدام الخيط وقراءة القنجان وقراءة الكف والتزويج والتقريب بين الناس او الاضرار بهم ولمعالجة العقم والولادة .
وتفيد الدراسة ان الركن الرئيسي بعمل الشعوذة هو محاولة تركيزه على ان يحصل على مال الضحية مقابل خدمة يعتقد الاخير بحتمية نوالها من المشعوذ حيث يطلب اما ذهبا او كمية من النقوذ اجرة لشراء البخور او الحجاب او غيره ، ثم يبدأ بكلمات غير مفهومة محاولا اقناع الضحية بقدرته على مخاطبة المجهول وتحقيق الغاية وما ان يحصل على المال من الضحية يدير ظهره له بحيث يتبين انه وقع ضحية الاحتيال .
وعن اسباب انتشار جريمة الشعوذة قال العقيد البدور ان وسائل الاعلام المختلفة لم تمنع الكثيرين من افراد المجتمع من الوقوع ضحايا للاحتيال بواسطة الشعوذة بالرغم من التوعية المستمرة لهذا الجانب لانه تقف هناك اسباب خلف هذه الجريمة ومنها وفرة المردود المادي واستغلال الوازع الديني عند الافراد وان العقوبة المترتبة على ارتكاب هذه الجريمة غير رادعة والذكاء الحاد الذي يمتاز به المشعوذ باستخدامه القران الكريم وكتمان معظم الضحايا لهذه الجرائم لخوفهم اجتماعيا من الفضيحة خصوصا عندما يكن من الاناث .
اما عن اكثر الاساليب شيوعا فاشار الى استخراج الدفائن والذهب وذلك عن طريق ايهام الضحية بأنه يستطيع ان يخرج الدفائن عن طريق قراءة القران ، وانه بحاجة لشراء الاعشاب والبخور من احدى الدول الاخرى بحيث يلزمه مبلغ من النقود لشرائها ، وبعد ذلك يتوارى عن الانظار ويتبين لهم انهم وقعوا ضحية لذلك المحتال.
وبحس ما افاد العقيد البدور فان المحتال يقوم بابلاغ الضحايا بأنه يوجد ذهب مدفون في منزلهم وانه بحاجة الى المال لاستخراجه وشراء البخور وغيره ، ويقوم بتكرار الطلب اكثر من مرة بدعوى عدم جدوى المحاولة ثم ما يلبث ان يتوارى عن الانظار ، وكذلك اسلوب معالجة الامراض بالقران ويتم ذلك عن طريق ايهام الضحايا انهم مسحورين وانه يستطيع فك السحر عنهم بواسطة قراءة القران عليهم عدة جلسات بعد اخذ النقوذ منهم عن كل جلسة ، وعن طريق ايهامهم انه يستطيع معالجتهم من الامراض المصابين بها بنفس الاسلوب او ابلاغهم بشراء زجاجة ماء من عنده بمبلغ معين وان تلك الزجاجة قام بقراءة القران عليها بشرط ان يتم شراء العديد منها من اجل ان يتم الشفاء.
ويقوم المشعوذون ايضا بعمل الحجب من اجل الزواج اوامرأة من زوجها او العلاج من العقم او من مرض ، كما يلجأ بعضهم الى الادعاء بانهم قادرون على حل المشاكل الزوجية مثل ارجاع الازواج او الزوجات الى بعضهم البعض وحل مشاكلهم العالقة فيما بينهم او الادعاء بقدرتهم على تزويج العوانس والبنات والتوفيق فيما بينهم ومن يحبون وفي كل الاحوال يقوم المشعوذ بطلب مبلغ مالي موهما الضحية ان حل المشكلات تتطلب كلفة عالية .
ويطلب العقيد البدور من المواطنين عدم الثقة بالمشعوذين لانه لا يعلم الغيب الا الله وانه في حال تعرضهم للاحتيال ان يتقدموا بشكوى ولا يخجلوا وان لا يسمحوا للاغراب بدخول بيوتهم وان لا يتحدثوا بمشاكلهم الى الغير لان المشعوذ بطريقة ما سيعرفها ويقوم بقصها على المواطن والادعاء بمعرفتها .
وبين العقيد البدور انه منذ بداية هذا العام ولغاية 28 من شهر فبراير فقد سجل ثمانية قضايا مكتشفة وقضية مجهولة. اما في العام الماضي فقد سجلت ( 16 ) قضية مكتشفة وثلاث قضايا مجهولة مشيرا انها بلغت عام 2007 ( 25 ) قضية مكتشفة وقضية واحدة مجهولة.
الباحث الاسلا مي في مجال الرقية الشرعية محمود حماد قال ان عملهم بدأ بجمع كل اعمال الكهنة والسحرة والمشعوذين ووضعوها من خلال بوسترات ووزعوها في جميع انحاء المملكة بهدف التوعية وحتى الى مناطق بالعام ومنها روسيا ، وقد كتب عليها من علامات الساحر والكاهن من خلال شعار وضع على هذه البروشورات مروس بعبارة ( نعمل من اجل وطن خال من الكهنة والسحرة والعرافين ) ، وانهم وضعوا ارقام هواتف وتفاجأوا بهذا الكم الهائل من الاتصالات من الضحايا اللذين وقعوا في شراك السحرة وقد تجاوبوا مع هذه الحملة وتبين لهم انهم كانوا في غفلة ولا يعلمون مضار اتباعهم للسحرة الدجالين حيث ام المريض يتعلق بقشة ولكنه لا يدري انه ذاهب الى الهاوية .
واكد الشيخ حماد ان اعمال السحرة ليست شرعية وليس لها علاقة بالدين ونحن نصحح عقائد الضحايا وان الرقية امر شرعي وقد اجاز الرسول صلى الله عليه وسلم الرقية ما لم يكن بها شرك، واذا اتينا على موضوع الحسد والسحر فانها موجودة في الكتاب والسنة ولكن الناس خلطوا الحابل بالنابل واقحمت امور بما ليس فيه ، بمعنى ان هنالك العديد اصيبوا بالحسد والسحر ولكن ليس بالكم الموجود على الساحة ، وان هنالك ضعف بالنفوس وجهل بالدين وخلل بالعقيدة ، فالمصاب بحاجة الى رقية والمعالج اسمه شيخ واصبحت الناس ليس عندها قياس شرعي ، فالذي يستخدم الاسم ويخالف الكتاب والسنة فهو يندرج تحت امر العرافة والشعوذة"المدينة نيوز"
وانقلب السحر على الساحر ...هذا ما حصل لاب انتزعت منه عاطفة الابوة ليقع في شراك الشيطان الذي زين له استغلال بناته العاملات للاستيلاء على رواتبهن فاستعان باحد المشعوذين ليكيد لفلذات اكباده. فهذه القصة ليست من الخيال وانما مدونة في سجلات رسمية. فالاب حصل على سحر حال دون ان يدق الخطاب باب بيته. ولكن مع مرور الوقت اكتشفن البنات ما هو امر واقسى من السحر وهو ان والدهن وراء معاناتهن ، فلجأن اصحاب الاختصاص فذهب عنهن الاذى وتزوجن.
واذا كن تلك الفتيات ذقن الامرين من والدهما فهناك اما قصة فتاة بالعشرين فكانت مريرة كيف لا وظلم ذوي القربى اشد ...نعم فقد شاءت الاقدار ان يقع شقيقها في غرام فتاة لم تسلبه قلبه بل وعقله الذي استخدمه لتدمير حياة اخته الانسانة الملتزمة المؤدبة ، فبعد ان تقدم لخطبة حبيبته اشترط الاهل ان يكون البدل ، بمعنى ان يخطب شقيقها المنحرف شقيقة الخاطب ، وبما انه منحرف فقد رفضته الفناة رفضا قاطعا ، ولكن الاخ لم يعر ذلك اهتمامه ، واتفق مع شقيق خطيبته ان يعملوا لها عملا ، وطلب المشعوذ انه سيعمل لها سحر ولكن بعد جلب اثر منها ، وبالفعل استطاع الاخ ان يحصل على مراده بدون ان تدري شقيقته المسكينة اي مؤامرة يحيكها ضدها ...وللاسف تزوجته وعاشت حياة عذاب معه .... ناهيك عن قصة اخ سحر اخته حتى تكون خادمة لزوجته .
ومن الشواهد التي تدل على ان الانسان قد يحطم حياته بيده فهي التي حصلت مع سيدة كانت تعيش مع زوجها حياة مستقرة لا تعكرها اية شوائب ...ولكن جارة السوء حسدتها ولعبت بعقلها بأنها ستقدم لها نصيحة كيف تجعل زوجها خاتم باصبعها ، واطاعتها وذهبت الى الساحر ولكن بعدها اصبح زوجها لا يطيقها ولم يكتف بذلك بل اخذ يضربها وكانت النهاية الطلاق .
وفي قصة اخرى، فقد تعرضت مواطنة للاحتيال قي منطقة حي الفصيلة باربد من قبل شخصين بعد ايهامها انها تعاني من سحر ووجود جن في جسمها وذلك لوجود ذهب في منزلها واخذا منها مبلغ خمسة الاف دينار من اجل استخراج الذهب ثم تواريا عن الانظار وكانت النتيجة ان تبخرت فلوسها وتدهورت حالتها .
وفي ذات المدينة وقع رجل من اربد في شرك الاحتيال حينما اوهمه مشعوذ انه يستطيع فك السحر وقام باخذ مبلغ من المال ثم لاذ بالفرار .
وفي منطقة وادي عبدون بعمان قامت فتاة بالاحتيال على مواطنين عن طريق ادعائها بان بامكانها استخراج الذهب من الارض بطريقة الشعوذة والسحر ، وتم الابلاغ عنها للشرطة والقي القبض عليها بعد ان احتالت على سيدة واخذت منها مبلغ 2200 دينار بعد ان اوهمتها ان بامكانها استخراج الذهب من تحت منزاها .
وفي الرمثا واثناء تواجد رجل بمنزله حضرت اليه مشعوذة وادعت انها تعرف بالسحر واوهمته انه معمول له حجاب ولبناته ، وطلبت مبلغ 70 دينارا ومصاغ وبعد ان اخذتها هربت وتم القبض عليها .
الدراسات والابحاث الرسمية والامنية التي اجريت على ضحايا الشعوذة اثبتت ان معظم ضحاياها من النساء . الا ان ذلك لا يعني ان الرجال بعيدين عن هذه المعتقدات البالية البعيدة عن تقاليد عاداتنا واصالتنا ، ولكل واحد منهم امل مسلوب يبحث عنه ما بين خزعبلات هؤلاء وبخورهم المتصاعد ، وتناوسوا ان عدة النصب والاحتيال ما هي الا وسائل يستخدمها كل من تمرسوا في فن السحر والشعوذة بعد ان تبين لهم انها مهنة مربحة .
.. بالمرصاد
ويقول العقيد جمال البدور مدير ادارة البحث الجنائي في مديرية الامن العام عن الاحتيال باسلوب ممارسة الشعوذة بأنه الحصول على مال الغير بطرق الغش والخداع وايهام الضحية بالقدرة على تلبية الحاجات في العلاج من الامراض المختلفة ، او العلم بالغيب وكشف المستور وذلك باستخدام طرق واساليب احتيالية مضللة .
ووجدت التقارير بحسب العقيد البدور ان المشعوذ يمتاز بانه انسان محتال وذكي يلجأ الى مخاطبة الناس بفطرتهم وبطرق مقنعة ابرزها القران الكريم مستغلا حاجاتهم وموروثاتهم الثقافية المتوارثة عن الاجداد الذين تحدروا من المجتمعات العربية الشرقية المسلمة بالفطرة والتي تتمتع بالصفاء والطيبة ، كما يستغل بعض المحتالين قبول المجتمع العام وتسليمه بفعالية القران في العلاج حيث يلجاوا الى استخدامه كطعم في الايقاع بالناس والاستيلاء على اموالهم .
وقال البدور انه على الرغم من التوعية العامة التي استهدفت جميع شرائح المجتمع بالتحذير من المحتالين والدجالين الا اننا لا نزال نستقبل قضايا بهذا الاسلوب الاحتيالي ونحن نعرف بان هناك ايضا قضايا ترتكب ولا يصل العلم بها للاجهزة الشرطية وذلك مرده الثقافة الاجتماعية المخطوئة في هذا المجال ، وان التعليم الاسلامية السمحة التي اوردها القران الكريم والسنة النبوية الشريفة لتؤكد جميعها على زيف وبطلان ادعاء هؤلاء.
وكشفت دراسة اعدتها ادارة البحث الجنائي بهذا الخصوص الكثير من المخفي في عالم الشعودة، فهذه الجرائم ليست مقصورة على منطقة معينة وانها جريمة يسهل ارتكابها وانها لا تطال فئة معينة من الضحايا وتتركز بالمدن الكبرى وان الضحايا من المتعلمين واغلب زبائنها من الاناث .
واعمال المشعوذين هي كتابة الحجب وسحب الذهب من الارض والعلاج من الامراض المختلفة وتحريك النفوذ من منطقة لاخرى وحل المشاكل الزوجية واستخدام الخيط وقراءة القنجان وقراءة الكف والتزويج والتقريب بين الناس او الاضرار بهم ولمعالجة العقم والولادة .
وتفيد الدراسة ان الركن الرئيسي بعمل الشعوذة هو محاولة تركيزه على ان يحصل على مال الضحية مقابل خدمة يعتقد الاخير بحتمية نوالها من المشعوذ حيث يطلب اما ذهبا او كمية من النقوذ اجرة لشراء البخور او الحجاب او غيره ، ثم يبدأ بكلمات غير مفهومة محاولا اقناع الضحية بقدرته على مخاطبة المجهول وتحقيق الغاية وما ان يحصل على المال من الضحية يدير ظهره له بحيث يتبين انه وقع ضحية الاحتيال .
وعن اسباب انتشار جريمة الشعوذة قال العقيد البدور ان وسائل الاعلام المختلفة لم تمنع الكثيرين من افراد المجتمع من الوقوع ضحايا للاحتيال بواسطة الشعوذة بالرغم من التوعية المستمرة لهذا الجانب لانه تقف هناك اسباب خلف هذه الجريمة ومنها وفرة المردود المادي واستغلال الوازع الديني عند الافراد وان العقوبة المترتبة على ارتكاب هذه الجريمة غير رادعة والذكاء الحاد الذي يمتاز به المشعوذ باستخدامه القران الكريم وكتمان معظم الضحايا لهذه الجرائم لخوفهم اجتماعيا من الفضيحة خصوصا عندما يكن من الاناث .
اما عن اكثر الاساليب شيوعا فاشار الى استخراج الدفائن والذهب وذلك عن طريق ايهام الضحية بأنه يستطيع ان يخرج الدفائن عن طريق قراءة القران ، وانه بحاجة لشراء الاعشاب والبخور من احدى الدول الاخرى بحيث يلزمه مبلغ من النقود لشرائها ، وبعد ذلك يتوارى عن الانظار ويتبين لهم انهم وقعوا ضحية لذلك المحتال.
وبحس ما افاد العقيد البدور فان المحتال يقوم بابلاغ الضحايا بأنه يوجد ذهب مدفون في منزلهم وانه بحاجة الى المال لاستخراجه وشراء البخور وغيره ، ويقوم بتكرار الطلب اكثر من مرة بدعوى عدم جدوى المحاولة ثم ما يلبث ان يتوارى عن الانظار ، وكذلك اسلوب معالجة الامراض بالقران ويتم ذلك عن طريق ايهام الضحايا انهم مسحورين وانه يستطيع فك السحر عنهم بواسطة قراءة القران عليهم عدة جلسات بعد اخذ النقوذ منهم عن كل جلسة ، وعن طريق ايهامهم انه يستطيع معالجتهم من الامراض المصابين بها بنفس الاسلوب او ابلاغهم بشراء زجاجة ماء من عنده بمبلغ معين وان تلك الزجاجة قام بقراءة القران عليها بشرط ان يتم شراء العديد منها من اجل ان يتم الشفاء.
ويقوم المشعوذون ايضا بعمل الحجب من اجل الزواج اوامرأة من زوجها او العلاج من العقم او من مرض ، كما يلجأ بعضهم الى الادعاء بانهم قادرون على حل المشاكل الزوجية مثل ارجاع الازواج او الزوجات الى بعضهم البعض وحل مشاكلهم العالقة فيما بينهم او الادعاء بقدرتهم على تزويج العوانس والبنات والتوفيق فيما بينهم ومن يحبون وفي كل الاحوال يقوم المشعوذ بطلب مبلغ مالي موهما الضحية ان حل المشكلات تتطلب كلفة عالية .
ويطلب العقيد البدور من المواطنين عدم الثقة بالمشعوذين لانه لا يعلم الغيب الا الله وانه في حال تعرضهم للاحتيال ان يتقدموا بشكوى ولا يخجلوا وان لا يسمحوا للاغراب بدخول بيوتهم وان لا يتحدثوا بمشاكلهم الى الغير لان المشعوذ بطريقة ما سيعرفها ويقوم بقصها على المواطن والادعاء بمعرفتها .
وبين العقيد البدور انه منذ بداية هذا العام ولغاية 28 من شهر فبراير فقد سجل ثمانية قضايا مكتشفة وقضية مجهولة. اما في العام الماضي فقد سجلت ( 16 ) قضية مكتشفة وثلاث قضايا مجهولة مشيرا انها بلغت عام 2007 ( 25 ) قضية مكتشفة وقضية واحدة مجهولة.
الباحث الاسلا مي في مجال الرقية الشرعية محمود حماد قال ان عملهم بدأ بجمع كل اعمال الكهنة والسحرة والمشعوذين ووضعوها من خلال بوسترات ووزعوها في جميع انحاء المملكة بهدف التوعية وحتى الى مناطق بالعام ومنها روسيا ، وقد كتب عليها من علامات الساحر والكاهن من خلال شعار وضع على هذه البروشورات مروس بعبارة ( نعمل من اجل وطن خال من الكهنة والسحرة والعرافين ) ، وانهم وضعوا ارقام هواتف وتفاجأوا بهذا الكم الهائل من الاتصالات من الضحايا اللذين وقعوا في شراك السحرة وقد تجاوبوا مع هذه الحملة وتبين لهم انهم كانوا في غفلة ولا يعلمون مضار اتباعهم للسحرة الدجالين حيث ام المريض يتعلق بقشة ولكنه لا يدري انه ذاهب الى الهاوية .
واكد الشيخ حماد ان اعمال السحرة ليست شرعية وليس لها علاقة بالدين ونحن نصحح عقائد الضحايا وان الرقية امر شرعي وقد اجاز الرسول صلى الله عليه وسلم الرقية ما لم يكن بها شرك، واذا اتينا على موضوع الحسد والسحر فانها موجودة في الكتاب والسنة ولكن الناس خلطوا الحابل بالنابل واقحمت امور بما ليس فيه ، بمعنى ان هنالك العديد اصيبوا بالحسد والسحر ولكن ليس بالكم الموجود على الساحة ، وان هنالك ضعف بالنفوس وجهل بالدين وخلل بالعقيدة ، فالمصاب بحاجة الى رقية والمعالج اسمه شيخ واصبحت الناس ليس عندها قياس شرعي ، فالذي يستخدم الاسم ويخالف الكتاب والسنة فهو يندرج تحت امر العرافة والشعوذة"المدينة نيوز"
