( مـِــَسْجــٌـآتِ رومٌــِـآنسْيـًـةَ )
( ١ )
تقُوْل الْنَّاس فِي وَصْفِك : جَمِيْلَة مِثْل عـوَد آلْبَان
وَإِنَّك أَجْمَل وَأَحْلَى بِشـر مُخِلـوَق مـن طِيْنـي
وَإِنَّك غَالِيَة وَأَثْمَن مِن الْيَاقُوْت وَالْمَرْجَان تَقُوْم
أَكْوَان مـن أَجْلـك وَتَقَعـد لَك بِلادِيْنِي حْسَافَه
غَرَّهُم شَكْلِك وَيـا مـا تَخـدَع الْأَلْوَان عُمُوْمَا
بِقَت كَلِمَة أَخِيْرَة لَك عَلَى قَلْبِي وَسَمْعِيّنِي
يَمْتَلِكُنِي شُعُور أَلِيْم هُو الْشَّوْق فِي قَلْبِي
وَالْحَنِيْن لُإِنْسَان الْكُل بِحُبِّي لَه عُلَيْم
فَهَل يُسْمَع لِهَذَا الْأَنِيْن قَلْبِي يُنَادِي الْنَّاس
أَجْمَعِيْن أُحِبُّه أَقُوُلُهَا عَهْدَا وَيَمِيْن
( ٢ )
مَاقُوْل ان الْصَدِر ضَايِق أَقُوْل الْكَوْن فِيْنِي
ضَاق مَاقُوْل أَن غَيْبَتَك صَعْبَه أَقُوْل الْبَعـد يُنْهَيْنـي
أَنَا يَامَا زَعَل قَلْبـي عَلَيـك وماطِريـت فـرَاق
أَشِيل بِخَاطِرِي ( يُمْكِن ) وَارْضَى لـو تَرَّاضِينـي
قُسـم بِالْلَّه مايَطـرَي عَلـى بَالـك تِخَلِيِنـي
( ٣ )
يَانَاس قُوْلُوْا لَهَا انّي تَعِبَت حِيْل مِن جَعْدَها
فَدَيْت جِسْم مُتَنَاسِق يَاوَيْلِي عَلَى دَلَعْهَا
وَاشْلَوَّن لَو أَنَّا مَعّاهـا مَاظـن فِيْه بَعْدَهَا
وَلَا أَظُن حَلَّا هَالّدِّنِيـا يـوَازِي حُلْاهَا
آِآِه مِن هِالشَفايَف تَسْقِي مِن دَوَاهِا
تَّرَجِّيْتُهَا تُعْطِيْنِي بَوْسِه يُحِق لَهَا تَغْتَر بِشِفَاهَا
( ٤ )
لِمَاذَا أَسْلَم لِلْبَحْر أَمْرِي
وَأَمْنَح لِلْرِّيح أَيَّام عُمْرِي
وَهَل لِلْبَحَّار سِوَى الْعَاصِفَات
تَرُوْح بِلُؤْم وَتَغْدُو بِغَدْر
وَكَيْف أَصَادِق فِي الْصُّبْح مَدّا
وَفِي الْلَّيْل أَمْنَح وُدِّي بِجَزْر
( ٥ )
صُدْفَه تَذَكَّرْتُك بَس مَاكُنْت نْاسِيُك
اشْتَقْت لِايّام كُنْت بِهَا وِيَّاك
ذُكِرَت حُلُم مَات وَاحْيَّاه طَارِيّك
حَب غَدا مَابَيْن هَمِك وَّذِكْرَاك
لَيْتَك تُشَوَّف الْلِي مِن الْنَّاس كَيْف يُغْلِيَك
مَسِجـــوَن بَاسْوَار الْزَّمَن كَيْف يَلْقَاك
( ٦ )
وُدِّي اجِيك مِن الْتَّعَب ثُم أُضَمِّك
وَتَشُوف أَنَا وّشْلّوُن عَايِش بِلْيَاك
قُرْبِك عِطْر وُدِّي مِن الْبُعْد أَشُمُّك
أَخَاف يُبَرِّد مِابَقِى لِي بِذِكْرَاك
أَبنْثَرّك فِي عُرُوْق قَلْبِي وَلَمَك
وأَحَسَسّك بِالْحُب فِي يَوْم لُقْيَاك
بَاقِي مَعِي أَغْلَى هَدِيّه تَهُمُّك
صُوْرَتَك كَاتِب فَوْقَهَا مُقَدَّر أَنْسَاك
( ٧ )
أَنَا عُيُوْنِي حُرِّمَت غَيْرُك تَشـوَف
وَالْقَلْب حَرَّم غَيْرُك يُحِب ثَانِي
كَف الْدُّمُوْع وَأَبْعَد الْشَّك وَالْخَوْف
الْقَلْب لَك يَا بَعَد عُمْرِي مَوَانِي
دَخِيْل قَلْبِك سَو بِي عَاد مَعْرُوْف
لَا تَذْرِف دُمُوعِك تْبَعْثَر كَيَانِي
إِضْحَك أَنَا لَضحتُك مُشْتَاق مَلْهُوْف
( ٨ )
صَبَاح الْخَيْر أَو تَدْرِي صَبَاح عُيُوْنگ الْحُلْوَه
صَبَاح الْذَّوْق وَالرقِه صَبَاح خُدُوْد مِحْلَوَّه
فَدَيْت الْخَد ووَجُفُونَك فَدَيْت عُيُوْنگ آَلِيّا
قُمْت فَدَيْت الْلِي بِنَظَرَاتِه يُنْسِيْنِي الْدُّنْيَا
هَذَاگ الْلِي بِيْدِيْنِي عَطِيَّتَه قَلْبِي وَاسْتَسْلَمَت
( ٩ )
عِنْدَمَا يَرْحَل عَنْك مِن تُحِب
هَل عِشْت هَذَا الْمَوْقِف هَل ذُقْت مَرَارَة هَذِه الْلَّحْظَة؟
إِذَا قُلْت لَا فَأَنْت بِصِدْق فِي نِعْمَة عَظِيْمَة
هَل تَعْرِف مَا مَعْنَى أَن يَرْحَل عَنْك مِن تُحِب؟
يَعْنِي أَن تُحِس بِوَحْشَة.. أَن تَر الْكَوْن أَسْوَدا
( ١٠)
عَلَى الْوَرَق تَسَطْرْت كَلِمَاتِي وَفِي الْفَم بَقِيَت آَهَاتِي
وَمَن الْعُيُوْن نَزَلَت دَمْعَاتِي فَكَيْف أَكْمِل حَيَاتِي
الْم يَحِن وَقْت مَمَاتِي وَعَدْتَنِي حَبِيْبِي بِأَنَّك آَتِي
فَلِمَاذَا طَال انْتِظَارِي الْم يَحِن وَقْت انْتِصَارِي
أَلَّن تَعُوْد يَا مَلَاكِي لِتُنِيْر لِي حَيَاتِي
( ١١ )
أَكْرَهُك وَأَحِبِّك وَلَا أَبِيَك وَأَبِيَك
لَخْبَطْت فِكْرِي مَّاعَرَفَّت الحِقَيْقَه
مِّاتَوِقَعت أَعْشَقُك فِي يَوْم وِأَغْلَيْك
لَيِّن مِّاحِبُّك أَشْعَل بِقَلْبِي حَرِيْقـه
تَاهَت بِحِوِري وِأَنُا أُدِوِر مَّوِانُيْك
وَالْرُّوْح بِغْيَابِك وَبِعـدَك غَرِيْقـه
وَالْقَلْب يَتَّبِع بِالْمَشَاعِر خَطَاوِيـك
وِدِرْوِب غَيْرِك تَشْكـي الْظَيِّقـه
( ١٢)
جِيّت لِك مِن جُمْرَالْشُّوْق مْتِحَمُي
كـل مَا(تُبـرَد)طُعُوْنـي ضَمُّهـا
جِيّت لِك وَاقْصِى مَعَالَّيْقي تُوْمِي
هـم يُخْطِيْهـا وَهـم يَخِمـهـا
إِن ضَمْيت أَشْرَب سِوُالِيُفِك بِدَمِي
وَإِن تَثَاقَلـت الـدُرُوْب ازِمَّهـا
وَإِن خَذَتِك مِنِّي عَيْن مَاتَّسْمـي
الْعـن الْدُّنْيـا وَابُوْهـا وَامِّهـا
( ١٤)
إِن قُلْت أُحِب قَلِيْل فَحُبِّي شَئ ثَمِيْن
مَاتَحُويَه كَلِمَة الْحُب وَحَبِيْبِي يِسْتَاهِل كُل الْحُب.
( ١٥ )
غَفِيَت وَبَعْض نَظَرَاتِه عَلَي وَكُل نَظَرَاتِي عَلَيْه وَش أُسَوِّي
أَشُوفَه فِي الْزَّوَايَا وَفِي الْطَّرِيْق
فِي ثَنَايَا ( بَرَد ) لَيْلِي وَالْحَرِيْق
فِي حَنَايَا ..قَلْب غَافِي .. مَايُفِيق
صَاحِبَي .. قُلّي ش سِوَي ؟َ
يَتْبَعْنِي خَيَالِه يَبْتَسِم لِي ثُم يَتْرُكْنِي وَيَرْحَل
كُن هَالَدَنَيَا لَه لِحَالِه مَارْحَمْنِي وْلارْحَم حَالِي
صَاحِبَي أَرْجُوْك قِلِّي ش سِوَي ؟
لاجَرَحْتِه وَأَسْتَثَارَت هَالْعُرُوّق وَش أُسَوِّي ؟
( ١٦)
ذَهَب كُل الْكَلَام وَفْضّتَه يَوْم الْسُّكُوْت نـحَاس
قِبَل مَا أَشْوّفِك أَشْوّفِك نَهَر مِن مَنْبَع عــذَوَّبَه
أُحِبُّك مِن زَمَان( الْبَرْد )أُحِبُّك مِن زَمَان الْيَأْس
كُثُر مَا أَصِحَى مِن أَيَّام الْوَلَه وَأُدْخِل فـ غَيْبُوْبَه
تْجِي مِثْل الْعَزَا بَعْد الْعَزَا فِي غَيْبَة الْأَعْرَاس
وَتَرُوْح اشْبَه بِدَمْعَة فَالَوَرِق بِالْصَّمْت مَكْتُوْبَه
( ١٧ )
افْتَرَش أَرْصِفَة الْمُدُن بَعِيْدا وَطَيْفُك يَلْعَن رَحِيْلِي
تَسْأَلِيْن وَأَنْفَاسِي تُجِيْب دَوْمَا مَقْطُوعَة أَخْبَارِي
وَرَغْم كُل شَئ ارْحَل مُسَافِرَا دُوْن عُنْوَانِي
( ١٨ )
ارْتَمَى بَيْن ذِرَاعَيْك ابْكِي
فَتَبِتسمّي دَوْمَا لِكُل أَعَذَارِى
حُبَّك جَعَلَنِي طِفْلَا يُجِيْد الْرَسْم بِاللَّوْح وَالْوَانِي
أُفْتِّش عَنْك وَأَضَيِّعُك فِي جُزُر أَحْلَامِي
أَرْسُمُك طَيْفَا أُرَاقِصّة وَحْدِي بِأُسَلُوبِي
أَسَقطّة بَيْن ضُلُوْعِي أصّحْلّة بِضَمَاتِي
( ١٩ )
الْكَوْن مُوَحِّش وَالْمَسَا فَاقِد احْسَاس
وَالْهَم يُنْسَج مِن خَيَالِي قَصِيِدَه
اكْتُب هُمُوْمِي بِالْقَلَم فَوْق قِرْطَاس
وَآَرَّسَم مُعَانَاة الْجُرُوح الْجَدِيّدَه
الْقَلْب وَش خَلَاه مَخْنُوْق الِانْفَاس
بَيْن الْضُّلُوْع الْعِوَج يَنْزِف وَرِيْدَه
( ٢٠ )
ضَمَّنِي بِالْحِضْن عَن(بَرَد الْشِتَا)
و(دَفْنِي)لُاصَارَت الْدِنْيَا(جَلِيْد)
ضُمِنِي بِيْدِيْن مَلْيَانَه(دِفُا)
وَأَعْطِنِي حُبَّك وَغَيْرِه مَاأُرِيْد
لِامّتِى بِصَبْر حَبِيْبِي لِامّتِى..؟
وَأَنْت عَن عَيْنَي بَعِيْد؟؟
مَااهْتَنّى نَوْمِي وَلَا جَفْنِي غَفَا
اشْتَعَل بُرْكَان وَأَشْوَاقِي تِزِيّد
( ٢١ )
إِنْتِظَرْتِك لِيَه طَوَّلْت الْغِيَاب؟؟؟
وَأَنْت لَامِن غِبْت لَحْظات أَفْقِدِك
سَيِّد الْاحْسَاس حِسِّك كَيْف غَاب؟
كَيْف عَن(دَافِي)شُعَوُري يُبْعِدُك
فِي ضُلُوْعِي(بَرَد) وَفِي عَيْنَي سَرَاب
وَأَلَّف طَارِي عَن غَرَامِي يَنْشِدُك
( ٢٢ )
خَذَت مَعَك الْرُّوْح وَاريدُك الْيَوْم تُرْجِعَهَا
هُمُوْم الْعَالَم تِجِي عِنْدِي وَاجْمَعْهَا
احِس الْرُّوْح الْيَوْم رَاح اوْدَعَهُا
اغَلاطِك كُنْت دَائِمَآ تُكَرِّرُهُا
وَمَا اعْرِف اغَلاطِك بَّأَمِعْنا افَسِّرُها
اذَا قَلْبِك نَوَى يُبْعِد لّيّش نَفْسَك تَجْبُرُهَا
( ٢٣ )
صَعْب جِدّا تُلَاقِيَنِي أَنَا جَوْهَر بَحْر مَّكْنُوْن
أَنَا لُّوَتَقَلّب الْدُّنْيَا صَعْب جِدّا تُلَاقِيَنِي
جَمَالِي مِن حَلَا رُوْحِي وَكُل الْزَيْن مِن زَيِّنِّي
تَصَدَّق عَاد يَا خِلِّي أَنَا كُلِّي بِكُل وَصْفَي
بِكُل زَيِّنِّي عِجَزْت أَوْصَل رُبْع زَيْنَك
( ٢٤ )
افْتَح شَبَابِيْك الْهَوَى جِيْتَك الْيَوْم
بحسّاس مِن زُوِّد الْوَلَه عَدَّه ايَطَّيّر
جِيْتِك مِثِل طِفَلَن لَه ايَّام مَحْرُوم
عَن حُضْن امَه بِعُدَّتِه الْمَقَادِيْر
وَجُيُتْك مِثْل عُوِّدْن لَه ايَّام مَهْمُوُم
وُدَّه يُلَاقِي بَاخِر الْوَقْت تَقْدِيْر
( ٢٥ )
أُغْمِضِي عَيْنَيْك هَيَّا سَافِرِي لَأَرْض الْخُلُوْد
عَانَقَي فَجْرَا بَرِيْء طَاهِر بِلَا قُيُوْد
وَاسْكُبِي الْدَّمَعَات فَرَحَا وَاحْذَرِي لَا تَسْكُبَيْنِي
وَاذَّكُرِيْنِي كُلَّمَا لَاح سَرَاب مِن بَعِيْد اذْكُرِيْنِي
( ٢٦ )
أَغْار عَلَيْك مِن عَيْنَي وَقَلْبِي
وَمِنْك وَمِن زَمَانَك وَالْمَكَان
وَلَو انّي جَعَلَتْك فِي عُيُوْنِي
الَى يَوْم الْقِيَامَه مَاكَفَانِي