مآت زوجهآ , فبقيت وحيدة , مع أبنآءهآ الثلآثة , صَبِيآن وإبنة وآحدة , ليس لهآ من يعيلهآ هي وأبنآءهآ , فقررت العمل , ولم تدع أي فرصة للعمل تعتب عليهآ , تعتني بمزروعآت هذآ , وتكنس بيت هذآ , وترعى غنم ذآك , تستيقظ قبل آذآن الفجر تصلي ركعتين لله تعآلى , وتبآشر العمل من بيتهآ إلى أن ينآدي المؤذن لصلآة الفجر , تعود لِسجآدتهآ الخضرآء , وقرءآنهآ الذي لن تتخلى عنه أبداً , وعند إنتهآءهآ , تذهب لإيقآظ أبنآءهآ من النوم لكي يستعدوآ للذهآب إلى المدرسة , ومن بعد ذهآبهم وودآعهم تذهب إلى عملهآ متوكلةً إلى ربهآ , ولآ تعود إلآ عندمآ يحين موعد عودة أبنآءهآ , فتقوم بإعدآد الطعآم لهم , وتودعهم لتعود إلى عملهآ القآسي والشآق الذي لآ ينتهي , لكن لقمة العيش وبالحلآل , تهون لهآ هول هذآ العمل , وبقيت على هذآ الحآل , سنين طوآل , تطعم أطفآلهآ وتوفر لهم حآجآتهم كلهآ , وتخبئ بقية مآ حصلت عليه لمستقبلهم الوآعد , ........ كبر الأبنآء , وهموآ بمسآعدة أمهم , لكنهآ منعتهم , لأن الدرآسة والعلم أهم من كل شيئ , وأدمعت عينآهآ , تسألهم ..؟ هل قصرت بحقكم ..؟ هل أحسستم يوماً أنكم أقل من غيركم ..؟ ردَّ عليهآ ولدهآ الكبير قآئلاً : أمآه يآ حبيبتي ومن قآل لكِ أننآ فكرنآ بمثل هذه الأمور .. أمآه واللهِ إننآ لم نفكر بالعمل إلآ لكي ترتآحي , رأينآ بأم أعيننآ كم تعبتِ معنآ وكم قآسيتِ لأجلنآ , والآن جآء دوركِ لتنعمي بالرآحة والأمآن , وثآنياً : أنآ وأخي لن ترك الدرآسة إنمآ سنعمل وندرس في نفس الوقت , فلآ تقلقي ولن نخذلكِ يآ حبيبتي , وحضنهآ وقبل جبينهآ , وقآل : إن شآء الله لن أخذلكِ مآ حييت يآ درة الكونِ . وقآل أخوه الثآني : وأنآ أيضاً يآ أمآه سأجعلكِ تفخرين بي ولن أتوآنآ عن خدمتكِ وخدمة أختي الصغيرة يوماً . قطع الشآبآن هذآ الوعد أمآم أمهمهآ وفرحت الأم بهمآ , ودعت الله لهم بالتوفيق . ومرت الأيآم كآنت من أجمل الأيآم , كآنوآ يعملون ويهتمون بدرآستهم في نفس الوقت , وكبر دخلهم , فقرروآ بنآء بيت أجمل وأكبر يسعهم هم وزوجآتهن بعد أن يتزوجوآ , وتم بنآء البيت , وعآشوآ فيه بأمآن مع أمهم وأختهم وزوجآتهم بعد أن تزوجوآ . وعندمآ كآنوآ يجلسون جميعهم على طآولة الطعآم , يدردشون ويضحكون ويستمتعون بمآ رزقهم الله , قآلت الأم : فعلاً وصدق من قآل { تحركوآ ترزقوآ } ... فتحقيق الأمآني والأحلآم ليس بالتمني , إنمآ بالعمل والنية الصآلحة والتوكل على الله في كل شيئ بآرككم الله يآ أبنآئي , كنتُ لكم نِعم الأم فصرتم لي نِعم الأبنآء , اللهم لك الحمد فبيدك كل يتحقق كل شيئ . وقآل الأبنآء بصوت عآلٍ : اللهم لك الحمد , وإبتسموآ لبعضهم البعض وأكملوآ طعآمهم . وإنتهت
أعتذر إذآ مآ كآنت النهآية في المستوى