عاشقة الموت
عاشت كباقي البنات, ومرت بجميع مراحل العمر,
ولكن ! عشقها كان" للموت " فقط..
تحلم به في كل مكان , في غرفتها , وشرفتها, في أوراق دفاترها..
تبصره يجلس في ملابسها, ويسكن حبائل ظفائرها..
تنتظره بالليل ترقبه مع فجر كل يوم جديد..
علمنا " رفيقتها" بقوة حبها للموت..
حتى أصبحن يغرن من ذلك المحبوب..
هل ! كانت تعبده إلى درجة الشغوف والغرام..
تهذي به في سكناتها وحركاتها..
تراه دائماً وهو يحدق بها, كالنسر متيقظا للهجوم عليها..
وكلما استمرت تنظر إليه, يخجل ويتوقف عن الوثب عليها..
تطارده بعينيها الذابلتين, فيرتقبها بحذر وجمود..
لم يدم الانتظار طويلاً, وحان وقت اللقاء والاجتماع..
في تلك الليلة القمرية " تطهرت "وتؤضت ..
ونامت بعد أن ودعت حقيبتها وملازم مدرستها..
وقبلت طرق وأحياء المدينة السوداء ..
ونظفت حجرتها من ذكريات الماضي, وأحلام المستقبل الوليد..
رقدت بسريرها على نعشها الخشبي..
بعد أن كفنت نفسها بقميص النوم الأبيض..
وعطرت جسدها"الغريب" بأريج الزيزفون والشقائق..
فعانقها " الموت " وضمها, بعد أن سلب منها روحها " الطيبة"..
كانت أخر ليلة لها في هذه الحياة..
وفارقت " الحب إلى الحب" وتركت خلفها صديقات..
يبكينا ويحلمن بحياة , نهايتها مثل نهايتها
عدل سابقا من قبل lara.2010 في الخميس سبتمبر 16, 2010 5:25 pm عدل 3 مرات