النصيحة بقطرتي زيت !!!
ثمة تاجر كبير، أرسل ابنَه ليكتشف أسرار السعادة عند أكثر الرجال حكمةً.
مشى الولد أربعين يوماً في الصحراء ووصل أخيراً إلى قصر جميل يقع على قمة جبل،
وهناك كان يعيش الحكيم الذي كان يُجِدُّ في البحث عنه.
فبدل أن يلتقي رجلاً مباركاً، فإن بطلنا دخل صالةً تعج بنشاط كثيف؛
تجار يدخلون ويخرجون، وأناس يثرثرون، وفي إحدى الزوايا فرقة موسيقية صغيرة تعزف ألحاناً هادئة،
وكان هناك مائدة محملة بمأكولات من أطيب وأشهى ما تنتج تلك البقة من العالم.
هذا هو الحكيم الذي يتحدث مع هذا وذاك، وكان على الشاب أن يصبر طيلة ساعتين حتى يأتي دوره.
بعد ساعتين، أصغى الحكيم إلى الشاب الذي كان قد شرح له دوافع زيارته،
لكن الحكيم أجابه أنْ لا وقت لديه كي يكشف له سر السعادة، وطلب منه القيام بجولة في القصر
ثم يعود لرؤيته بعد ساعتين.
ولكن الحكيم أضاف وهو يعطي إلى الشاب ملعقةً كان قد صب فيها نقطتين من الزيت:
أمسِك الملعقة بيدك طوال جولتك وحاول ألا ينسكب الزيت منها.
أخذ الشاب يصعد ويهبط سلالم القصر، مثبتاُ عينيه دائماً على الملعقة، وبعد ساعتين عاد إلى حضرة الحكيم.
فسأله الحكيم: إذاً، هل رأيت السجاد العجمي الموجود في صالة الطعام؟
وهل رأيت الحديقة التي أمضى كبار الحدائقيين سنوات عشرة في تنظيمها؟ هل لاحظت أروقة مكتبتي الرائعة ؟!!.
كان على الشاب المرتبك أن يعترف بأنه لم يرَ شيئاً من هذا على الإطلاق،
فشغله الوحيد هو ألا تنسكب قطرتا الزيت التي عهد له الحكيم بهما.
بعد ذلك قال الحكيم: حسناً، عد وتعرّف على عجائب عالمي فلا يمكنك الوثوق برجل تجهل البيت الذي يسكنه.
اطمأن الشاب أكثر وأخذ الملعقة، وعاد يتجوّل في القصر، معيراً انتباهه هذه المرة
لكل روائع الفن التي كانت معلّقة على الجدران وفي السقوف، رأى البساتين والجبال المحيطة بها وروعة الزهور،
والإتقان في وضع كل واحدة منها في مكانها المناسب، وعند عودته للحكيم، روى له ما رآه بالتفصيل.
سأل الحكيم باستغراب: ولكن.. أين قطرتي الزيت التي كنت قد عهدت لك بهما؟!!
نظر الشاب إلى الملعقة، ولكنه لاحظ بأنه قد سكبهما !!!
فقال له حكيم الحكماء: حسناً .. إليك النصيحة الوحيدة التي سأقولها لك:
" سر السعادة، هو أن تنظر إلى عجائب الدنيا كلها، ولكن دون أن تنسى أبداً وجود قطرتي الزيت في الملعقة " ....
..............................................
مما راق لي من رواية الخيميائي
منقووووووووووووووول
ثمة تاجر كبير، أرسل ابنَه ليكتشف أسرار السعادة عند أكثر الرجال حكمةً.
مشى الولد أربعين يوماً في الصحراء ووصل أخيراً إلى قصر جميل يقع على قمة جبل،
وهناك كان يعيش الحكيم الذي كان يُجِدُّ في البحث عنه.
فبدل أن يلتقي رجلاً مباركاً، فإن بطلنا دخل صالةً تعج بنشاط كثيف؛
تجار يدخلون ويخرجون، وأناس يثرثرون، وفي إحدى الزوايا فرقة موسيقية صغيرة تعزف ألحاناً هادئة،
وكان هناك مائدة محملة بمأكولات من أطيب وأشهى ما تنتج تلك البقة من العالم.
هذا هو الحكيم الذي يتحدث مع هذا وذاك، وكان على الشاب أن يصبر طيلة ساعتين حتى يأتي دوره.
بعد ساعتين، أصغى الحكيم إلى الشاب الذي كان قد شرح له دوافع زيارته،
لكن الحكيم أجابه أنْ لا وقت لديه كي يكشف له سر السعادة، وطلب منه القيام بجولة في القصر
ثم يعود لرؤيته بعد ساعتين.
ولكن الحكيم أضاف وهو يعطي إلى الشاب ملعقةً كان قد صب فيها نقطتين من الزيت:
أمسِك الملعقة بيدك طوال جولتك وحاول ألا ينسكب الزيت منها.
أخذ الشاب يصعد ويهبط سلالم القصر، مثبتاُ عينيه دائماً على الملعقة، وبعد ساعتين عاد إلى حضرة الحكيم.
فسأله الحكيم: إذاً، هل رأيت السجاد العجمي الموجود في صالة الطعام؟
وهل رأيت الحديقة التي أمضى كبار الحدائقيين سنوات عشرة في تنظيمها؟ هل لاحظت أروقة مكتبتي الرائعة ؟!!.
كان على الشاب المرتبك أن يعترف بأنه لم يرَ شيئاً من هذا على الإطلاق،
فشغله الوحيد هو ألا تنسكب قطرتا الزيت التي عهد له الحكيم بهما.
بعد ذلك قال الحكيم: حسناً، عد وتعرّف على عجائب عالمي فلا يمكنك الوثوق برجل تجهل البيت الذي يسكنه.
اطمأن الشاب أكثر وأخذ الملعقة، وعاد يتجوّل في القصر، معيراً انتباهه هذه المرة
لكل روائع الفن التي كانت معلّقة على الجدران وفي السقوف، رأى البساتين والجبال المحيطة بها وروعة الزهور،
والإتقان في وضع كل واحدة منها في مكانها المناسب، وعند عودته للحكيم، روى له ما رآه بالتفصيل.
سأل الحكيم باستغراب: ولكن.. أين قطرتي الزيت التي كنت قد عهدت لك بهما؟!!
نظر الشاب إلى الملعقة، ولكنه لاحظ بأنه قد سكبهما !!!
فقال له حكيم الحكماء: حسناً .. إليك النصيحة الوحيدة التي سأقولها لك:
" سر السعادة، هو أن تنظر إلى عجائب الدنيا كلها، ولكن دون أن تنسى أبداً وجود قطرتي الزيت في الملعقة " ....
..............................................
مما راق لي من رواية الخيميائي
منقووووووووووووووول