آههليين
ندخخل بالموضوع
نظرات فى سورة سبأ : ( الشاكر هو القريب ..والجاحد هو البعيد ..)
الأستاذ المنشاوى الوردانى
حينما يقول أحدهم ,
كان كل شئ منى قريبا ..... فلما عصيت ربى صارعني بعيدا
فإن هذا قول صدق ينطبق على حال المفسدين ومآل الظالمين حينما تكون نعم الله مسبوغة عليهم ظاهرة وباطنه ثم يقابلونها بالجحود والنكران والكفران .
في الزمن الأول قص الله علينا في قرآنه المعجز حكاية قوم سبأ الذين بدلوا نعمة الله كفرا وأحلوا قومهم دار البوار. قوم سبأ تمتعوا بنعم إلهيه لم يضارعهم فيها احد ولن يجاريهم فيها احد ..
( جنتان عن يمين وشمال ) ( سبأ / 15 )
قال القشيرى : أي كانت بلادهم ذات بساتين وأشجار وثمار تتستر الناس بظلالها .... لدرجة أن المرأة تمشى بين الجنان وعلى رأسها المكتل فيمتلئ من أنواع الفواكه من غير أن تمسها بيدها كما قال القرطبى . وذكر القرطبى عن عبد الرحمن بن يزيد أيضا.. أن الآية في مساكن سبأ أنهم لم يروا فيها بعوضة قط ولا ذبابا ولا برغوثا ولا قملة ولا عقربا ولا حية ولا غيرها من الهوام .
ولقد من الله عليهم بهذه النعم وغيرها ... وقال :
( كلوا من رزق ربكم واشكروا له بلدة طيبه ورب غفور )
( سبأ / 15 )
ولكن .. يا حسرة على العباد .. حين لا يشكرون النعم
(فَأَعْرَضُوا فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ سَيْلَ الْعَرِمِ وَبَدَّلْنَاهُم بِجَنَّتَيْهِمْ جَنَّتَيْنِ ذَوَاتَى أُكُلٍ خَمْطٍ وَأَثْلٍ وَشَيْءٍ مِّن سِدْرٍ قَلِيلٍ ذَلِكَ جَزَيْنَاهُم بِمَا كَفَرُوا وَهَلْ نُجَازِي إِلَّا الْكَفُور َ) ( سبأ / 16 )
فانظر كيف كان الحال .. ثم صار هذا هو المآل .. ومن بعد شجر وفير وماء نمير وثمر قريب .. إلى شوك وشجر مرير .. وكذلك مسكن بعيد ..
وتأمل جيدا عزيزي القارئ مسألة ( القرب والبعد ) في حكاية سبأ .
لقد فعلوا كما فعل قوم موسى .. غضبوا على النعمة والمنعم وتضجروا من المن والسلوى وكانا خير الأطعمة .. وطلبوا ما تنبت الأرض من أدنى الأطعمة :
( من بقلها وقثائها وفومها وعدسها وبصلها ) ( البقرة / 61 )
هل تعرف ماذا فعل قوم سبأ ..
لقد اعرضوا عن المنعم ومنعوا شكر النعمة وطلبوا طلبا عجيبا كما فعل بنوا اسرئيل :
( فقالوا ربنا باعد بين أسفارنا وظلموا أنفسهم ) ( سبأ / 19 )
وماذا كانت النتيجة :
(فجعلناهم أحاديث ومزقناهم كل ممزق إن في ذلك لآيات لكل صبار شكور) (سبأ / 19 )
إن الله قرب لهم الأسفار ولكنهم قالوا أشرا وبطرا .. بوعدت علينا أسفارنا .. أو كما يقول القرطبى : سئموا الراحة ولم يصبروا على العافية وتمنوا طول الأسفار والكدح في المعيشة !
إن أمر الشكر واضح جلي في قصة سبأ وهو مطلب قرآني يؤكد الله عليه في ثنايا الآيات.. ولكن حين يمتنع الإنسان عن شكر النعمة والإقرار للمنعم فانه يبعد عن الصواب ويبتعد بفعله هذا عن الله .. وفى النهاية لا يجد بجواره لا النعمة ولا المنعم .. وهذا ما حدث ..
لقد قال قوم سبأ أشرا وبطرا : ( باعد بين أسفارنا ) وبالفعل بعد الله أسفارهم وفرق شملهم في البلاد ومزقهم كل ممزق .
وكأن نهاية السورة تحكى أيضا خبرهم :
( وحيل بينهم وبين ما يشتهون كما فعل بأشياعهم من قبل )
( سبأ / 54 )
أي بعدوا عن النعمة لما اعرضوا عن المنعم .. وتأمل جيدا ألفاظ
( القرب والبعد ) في الآيات الخمس الأخيرة في سورة سبأ وأمر ( القرب والبعد ) في حال سبأ السابق ثم مآل سبأ اللاحق ... من نعم إلى نقم .. ومن قرب إلى الخيرات والعطيات إلى بعد عنها وبعد عن الله.. السميع القريب !
كان هذا حديث الزمن القديم .. فهلا اعتبر أبناء الزمن الحاضر إنهم لن يبلغوا أبدا شأو الأولين .. لن يبلغوا شأن سبأ وما كانوا فيه من نعم ولا شأن ( إرم ذات العماد التي لم يخلق مثلها في البلاد )
( الفجر / 8,7 )
ومع ذلك ... يمتنع المتنعمون بالنعم عن شكر المنعم ويبارزون الله بالمعصية عيانا جهارا في مدن الساحل الشمالي وهنا وهناك بالعرى والمجون والخلاعة الذي بلغ حدا لا مثيل له يكاد أن تظهر عواقبه عما قريب ...
فكم من حضارات قوضت وكم من مدن خربت عندما قامت حضاراتها على العرى والعربدة .. وما أمر لبنان والعراق عنا ببعيد .. وما أمر حضارات الرومان والفراعنة كذلك عنا ببعيد ...
( ولو ترى إذ فزعوا فلا فوت وأخذوا من مكان قريب ) ( سبأ / 51 )
تتححيآـآتي
ندخخل بالموضوع
نظرات فى سورة سبأ : ( الشاكر هو القريب ..والجاحد هو البعيد ..)
الأستاذ المنشاوى الوردانى
حينما يقول أحدهم ,
كان كل شئ منى قريبا ..... فلما عصيت ربى صارعني بعيدا
فإن هذا قول صدق ينطبق على حال المفسدين ومآل الظالمين حينما تكون نعم الله مسبوغة عليهم ظاهرة وباطنه ثم يقابلونها بالجحود والنكران والكفران .
في الزمن الأول قص الله علينا في قرآنه المعجز حكاية قوم سبأ الذين بدلوا نعمة الله كفرا وأحلوا قومهم دار البوار. قوم سبأ تمتعوا بنعم إلهيه لم يضارعهم فيها احد ولن يجاريهم فيها احد ..
( جنتان عن يمين وشمال ) ( سبأ / 15 )
قال القشيرى : أي كانت بلادهم ذات بساتين وأشجار وثمار تتستر الناس بظلالها .... لدرجة أن المرأة تمشى بين الجنان وعلى رأسها المكتل فيمتلئ من أنواع الفواكه من غير أن تمسها بيدها كما قال القرطبى . وذكر القرطبى عن عبد الرحمن بن يزيد أيضا.. أن الآية في مساكن سبأ أنهم لم يروا فيها بعوضة قط ولا ذبابا ولا برغوثا ولا قملة ولا عقربا ولا حية ولا غيرها من الهوام .
ولقد من الله عليهم بهذه النعم وغيرها ... وقال :
( كلوا من رزق ربكم واشكروا له بلدة طيبه ورب غفور )
( سبأ / 15 )
ولكن .. يا حسرة على العباد .. حين لا يشكرون النعم
(فَأَعْرَضُوا فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ سَيْلَ الْعَرِمِ وَبَدَّلْنَاهُم بِجَنَّتَيْهِمْ جَنَّتَيْنِ ذَوَاتَى أُكُلٍ خَمْطٍ وَأَثْلٍ وَشَيْءٍ مِّن سِدْرٍ قَلِيلٍ ذَلِكَ جَزَيْنَاهُم بِمَا كَفَرُوا وَهَلْ نُجَازِي إِلَّا الْكَفُور َ) ( سبأ / 16 )
فانظر كيف كان الحال .. ثم صار هذا هو المآل .. ومن بعد شجر وفير وماء نمير وثمر قريب .. إلى شوك وشجر مرير .. وكذلك مسكن بعيد ..
وتأمل جيدا عزيزي القارئ مسألة ( القرب والبعد ) في حكاية سبأ .
لقد فعلوا كما فعل قوم موسى .. غضبوا على النعمة والمنعم وتضجروا من المن والسلوى وكانا خير الأطعمة .. وطلبوا ما تنبت الأرض من أدنى الأطعمة :
( من بقلها وقثائها وفومها وعدسها وبصلها ) ( البقرة / 61 )
هل تعرف ماذا فعل قوم سبأ ..
لقد اعرضوا عن المنعم ومنعوا شكر النعمة وطلبوا طلبا عجيبا كما فعل بنوا اسرئيل :
( فقالوا ربنا باعد بين أسفارنا وظلموا أنفسهم ) ( سبأ / 19 )
وماذا كانت النتيجة :
(فجعلناهم أحاديث ومزقناهم كل ممزق إن في ذلك لآيات لكل صبار شكور) (سبأ / 19 )
إن الله قرب لهم الأسفار ولكنهم قالوا أشرا وبطرا .. بوعدت علينا أسفارنا .. أو كما يقول القرطبى : سئموا الراحة ولم يصبروا على العافية وتمنوا طول الأسفار والكدح في المعيشة !
إن أمر الشكر واضح جلي في قصة سبأ وهو مطلب قرآني يؤكد الله عليه في ثنايا الآيات.. ولكن حين يمتنع الإنسان عن شكر النعمة والإقرار للمنعم فانه يبعد عن الصواب ويبتعد بفعله هذا عن الله .. وفى النهاية لا يجد بجواره لا النعمة ولا المنعم .. وهذا ما حدث ..
لقد قال قوم سبأ أشرا وبطرا : ( باعد بين أسفارنا ) وبالفعل بعد الله أسفارهم وفرق شملهم في البلاد ومزقهم كل ممزق .
وكأن نهاية السورة تحكى أيضا خبرهم :
( وحيل بينهم وبين ما يشتهون كما فعل بأشياعهم من قبل )
( سبأ / 54 )
أي بعدوا عن النعمة لما اعرضوا عن المنعم .. وتأمل جيدا ألفاظ
( القرب والبعد ) في الآيات الخمس الأخيرة في سورة سبأ وأمر ( القرب والبعد ) في حال سبأ السابق ثم مآل سبأ اللاحق ... من نعم إلى نقم .. ومن قرب إلى الخيرات والعطيات إلى بعد عنها وبعد عن الله.. السميع القريب !
كان هذا حديث الزمن القديم .. فهلا اعتبر أبناء الزمن الحاضر إنهم لن يبلغوا أبدا شأو الأولين .. لن يبلغوا شأن سبأ وما كانوا فيه من نعم ولا شأن ( إرم ذات العماد التي لم يخلق مثلها في البلاد )
( الفجر / 8,7 )
ومع ذلك ... يمتنع المتنعمون بالنعم عن شكر المنعم ويبارزون الله بالمعصية عيانا جهارا في مدن الساحل الشمالي وهنا وهناك بالعرى والمجون والخلاعة الذي بلغ حدا لا مثيل له يكاد أن تظهر عواقبه عما قريب ...
فكم من حضارات قوضت وكم من مدن خربت عندما قامت حضاراتها على العرى والعربدة .. وما أمر لبنان والعراق عنا ببعيد .. وما أمر حضارات الرومان والفراعنة كذلك عنا ببعيد ...
( ولو ترى إذ فزعوا فلا فوت وأخذوا من مكان قريب ) ( سبأ / 51 )
تتححيآـآتي