باعتني واشترت العلم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


سافرت الى الخارج كي تتعلم وتعود بشهادة جامعية أفتخر بها انا واهلها واقاربها وابناء بلدتها.. سافرت وهي تحمل لي الحب والمودة والدموع على الفراق اللعين،ولكن من أجل الشهادة والتعليم والمنصب والمستقبل تنازلت عن حقي برؤيتها.. خطبتها، بعد قصة حب دامت سنتين، الخطبة الرسمية اعطتنا الشرعيه بالجلوس معا والتكلم بالهاتف والسفر معا دون رقابه وبدون قال وقيل الان كل شيء رسمي، حبيبتي الجميله، المتفوقه، الناجحه، أنهت دراستها الثانويه بمعدل عال ولكن الجامعه أغلقت ابوابها في وجهها عندما ارادت أن تتعلم الطب ورفضت الالتحاق بكافة المواضيع الا الطب، من اول لحظة ارادت السفر لكن حبها لي منعها الا بعد ان مضت على الخطبة عدة شهور أخذت فكرة السفر تلمع وتكبر وتتضخم في عقلها وتفكيرها وأحاسيسها في ليلها ونومها وقلقها وسهرها واخذت تحدثني عن حلم عمرها وانا شجعتها على السفر و سأنتظرها، ان نجاحها لن يكون لها وحدها بل سيكون نجاحي ايضاً، ولا يهم سنوات الانتظار أنا لها وهي لي، المهم أن تنجح وتتألق وتكبر وتصبح مهمه في المجتمع، واخذت فكرة التشجيع تسري في شرايينها حتى أخرجت الفكره على الملأ، " اريد السفر"، اهلها رفضوا بسبب الغربه والبعد وانها مخطوبه لكنها اصرت فيكفي انني ادعمها وبالمقابل اهلي رفضوا ان انتظر اكثر من 5 سنوات لكن اصراري على ان تسافر للتعلم كان اكبر من رفضهم، يجب أن ادعم خطيبتي ولو كان على حساب ايامي وسنواتي وانتظاري وتلهفي، بعد رضوخ الجميع أصبحت المسألة متى تسافر، وبين خوفي وغيرتي وحبي عشت الحيرة واللوم أيضاً، اصدقائي، أقاربي كلهم غرزوا سهام الغيرة في صدري، كيف ستكون وفيه في بلاد الغربه؟ كيف ستحفظ العهد والوعد؟ سافرت حبيبتي وانتظرت المكالمه الاولى عبر الاسلاك البعيدة ، بعد ساعات جاء صوتها مبحوحاً.. وبدأت رحلة الايام وتمزيق الاشهر عن الرزنامة، وانا أمد لها يد المساعدة فانا اعمل وراتبي محترم فلماذا لا اساعدها وفعلا اشتري الدولارات وارسلها أنا لا أعد الدولارات بل أعد الايام، الايام تطوي، والدولارات نبع يمد من نهر الحبيب الى سهل الحبيبه.. ثلاث سنوات لم تأت اكتفت بالهاتف بين كل فترة وفترة، أما الرسالة فهي واحده كل شهر تشبعني وتجعلني اعيش في اجواء الاحلام والسعاده، الرسائل بدأت تقل رويدا رويدا وعندما اعاتبها تقول الامتحانات.....
وجاءت العودة وتغير كل شيء حيث بعد كل هذا الانتظار قالت لا اريد الزواج فان هذا سيمنعها من طموحاتها العلميه الكبيره، فالزواج مسؤولية وبيت واولاد لذا قالت لي أسفه سقطت الكلمه كالقنبله، أسفه وانتظاري وسنوات الضياع واموالي كلها ذهبت وعندما حاولت ان اتكلم معها ردت علي بهدوء شديد انها تريد ان تكمل تعليمها وتتخصص ولا اعرف ماذا وانا لا مكان لي بين طموحاتها أنا الحب الذي كان يعيش من أجلها، توسلت اليها لكنها بقيت مثل الصخر فالغربة قد جمدتها والعلم جعلها تنساني واغلق الهاتف بوجهي عدة مرات، اهلي يهددون، لكن لا شيء يربطنا لم " نكتب الكتاب " لقد فقدت كرامتي وها أنا اقف حائر....
</B></I>











google_protectAndRun("ads_core.google_render_ad", google_handleError, google_render_ad);

يسلمو

جزاك الله خير