يسألونك عن الوطن
قال صاحبي:-
لا تنهرن غريبا حال غربته
فالدهر ينهره في الذل والمحن
في البداية ليست كلماتي التالية دعوة لهجر الوطن بأي حال من الأحوال وإنما هي دعوة للمحافظة على هذا الوطن الذي نحن على موعد معه ………دعوة لكي لا نترك البوم بعد طرد الغربان تعيث فيه فسادا .
ولماذا هذه الكلمات اليوم ؟ أليس الوقت باكرا أم المستقبل ووعد الوطن يفرض علينا ما يفرضه؟
رسمت كلمات الشعر خطوط في المخيلة تقاطعت في نقاط وتفرقت في أخرى ……وأنا المعلق على جسر بلا ساند جانبية … أتمايل يمينا وشمالا ابحث عن نقطة ارتكاز على هذا الجسر حتى جعلتني كلمات الشعر ابحث في نفسي اكتشف نقاط الضعف والقوة في داخلي أنقب عنها وكأنني لم التفت إلى هذه الذات إلا هذا اليوم ..تمر الأيام (لتلفحني شمس تموز ) ويقرصني (برد كانون) أتقلب بين هذا وذاك أصبحت حيران اكثر من رائحة المدن الآثمة وقلق إذا ما فكرت في المكوث في وطن لم يبق منه إلا اسمه !!!!!
تصفحت كل المدن العربية المكتظة فوجدتها مهجورة وتصفحت كل الوجوه التي تقطنها ابحث بين سطورها عما افقده وهو الوطن فلم أجد ما ابحث عنه حتى ظننت أن النقمة تلاحقني حتى في بحثي في وجوه الناس عن معنى أوطانهم …..حتى راودتني الأسئلة المزعجة تباعا ………..
لماذا يا صاحبي فتحت باب الأسئلة على مصراعيه أفتحت هذا الباب لتحديد المسار والمصير؟ فهل الغربة غربة الأرض ؟ أهي غربة الروح ؟ وهل النائمون في مسقط رؤوسهم ينعمون بوطن ؟ وهل الوطن هو الذي يشهد لحظة الميلاد أم هو الذي يضمن الحياة ليستحق التضحية فيها أي وقت وأي زمان ؟ أهو الذي يصنعنا أم نحن الذين نصنعه؟
بحثت في وجوههم مليا فقفزت إلى الذاكرة(وكالات السفر ) ودهاليزها السرية التي عملت في الوطن ليلا نهار بلا كلل ولا ملل حتى اصبح شغلها الشاغل نفي أبناء الوطن البررة بتذكرة بلا عودة حتى تبددت الحيرة عن ملامحي ……..
لعلك يا صاحبي تقول أن هذه الوكالات وقطارات الموت تابت عن الإثم ؟! لا يا صاحبي فبعد أن ملوا الوداع ولعبة الموت القذرة …….استبدلوا هذه اللعبة بمائة لعبة أقذر لكنها مغلفة بالحرير ……حتى باتت كل لعبة تسلمك للأخرى كمن يقبع في مقر للمخابرات ينبشوا في زوايا ذاكرته عن أي معاني للوطن ليقتلوه ………
وإن كانت وكالات السفر السالفة الذكر البنت القبيحة للوطن فبهذا التبديل أصبحت ابنته الجميلة التي زينوها بكل أنواع المكياج بعد أن لبست ثوب الوطنية لتصبح غير مدانة مهما اقترفت من خطايا!!!!!!!! .
ألم تر أن التربية والتعليم أصبحت وكالة سفر ، والتلفاز وكالة سفر ،والمسرح وكالة سفر ، والملعب وكالة سفر كل ما حولك وكالة سفر وما بين الواحدة والأخرى تقبع وكالة أضيفت إلى البوليس السري والعلني وكلها اتفقت على نفيك خارج الوطن والأوطان جميعها …….ليس بالمعنى العضوي بل النفي الأكثر إيلاما وقسوة فان كان النفي العضوي يحاول أن يحرمك من المكوث والموت عند صرختك الأولى إلا انه يولد الحنين فيك ويكبر الحنين لينمى ذكريات الفرح والمرح فيك ويطمس ذكريات الحزن وتكون على موعد مع هذا الوطن يوما. أما النفي القسري نفي الذاكرة يحرمك من الحلم والحنين لأي وطن …هذا النفي يجعلك كالعيس التي يقتلها العطش وهي تحمل الماء على ظهورها ……يولد فيك اللامبالاة التي تتضخم في الذات إلى حد المرض الغير قابل للشفاء ….يصبح جل ما في بياناتك / لا أسمع / لا أرى / لا أتكلم/ فأي وطن هذا الذي يجعل أبناءه عميان وخرس ……حتى اسمك تحاول أن تخفيه أحيانا ……..الحيوانات يا صاحبي تسمع وترى وتومئ بالغضب والرضى أحيانا وبالدموع أحيانا أخرى
أفي الخبز وحده يحيى الإنسان ؟ نصرح في المخيلة تتولد الأفكار فنقتلها في داخلنا …..كابن الزنى الذي يتم إجهاضه خلسة في بداية تكوينه !!!!مع تواجد هذه الوكالات في الوطن
وإذا ما اتفقنا انه لا بد من السعي للوطن وفاءا للنداء الأول فلا اقل من أن يكون هذا الوطن يحفظ إنسانيتنا وأتفق معك أن صرختنا الأولى والتي كانت بمثابة إعلان للحياة ما هي إلا قسم لنسعى لأن يكون موتنا مكان هذه الصرخة في ((الوطن))
ولكن أي وطن أيها الصديق …..ألا تقع على عاتقنا مسؤولية أن نعد هذه الأرض صاحبة الصرخة الأولى لتكون وطن .
كل البوادر تقول أنهم خاضوا معاركهم بمعزل عن الأخرى خاضوا معاركهم بلا قواعد ولا أسس وتركوا وكالات النفي القسري تأخذ أبعادها في المجتمع بحجة أنها البنت الشرعية للوطن …….النفي القسري يدمن العبودية ويطلب الاحتلال يناديه في وضح النهار
النفي القسري يقتل روح المقاومة ليذهب كل فرد ليغني على ليلاه وما ليلى يا صاحبي إلا وكالة سفر واحتلال أخر. ….ليتنا نفهم الوطن جيدا قبل انتزاعه فنحن على موعد معه لنحافظ على جمال الوطن ونحافظ على الدماء الزكية التي سالت من أجله وننغرس فيه وينغرس فينا دائما .
أتراني فقدت السيطرة على نفسي ؟!المعذرة أيها الصاحب
قال صاحبي:-
لا تنهرن غريبا حال غربته
فالدهر ينهره في الذل والمحن
في البداية ليست كلماتي التالية دعوة لهجر الوطن بأي حال من الأحوال وإنما هي دعوة للمحافظة على هذا الوطن الذي نحن على موعد معه ………دعوة لكي لا نترك البوم بعد طرد الغربان تعيث فيه فسادا .
ولماذا هذه الكلمات اليوم ؟ أليس الوقت باكرا أم المستقبل ووعد الوطن يفرض علينا ما يفرضه؟
رسمت كلمات الشعر خطوط في المخيلة تقاطعت في نقاط وتفرقت في أخرى ……وأنا المعلق على جسر بلا ساند جانبية … أتمايل يمينا وشمالا ابحث عن نقطة ارتكاز على هذا الجسر حتى جعلتني كلمات الشعر ابحث في نفسي اكتشف نقاط الضعف والقوة في داخلي أنقب عنها وكأنني لم التفت إلى هذه الذات إلا هذا اليوم ..تمر الأيام (لتلفحني شمس تموز ) ويقرصني (برد كانون) أتقلب بين هذا وذاك أصبحت حيران اكثر من رائحة المدن الآثمة وقلق إذا ما فكرت في المكوث في وطن لم يبق منه إلا اسمه !!!!!
تصفحت كل المدن العربية المكتظة فوجدتها مهجورة وتصفحت كل الوجوه التي تقطنها ابحث بين سطورها عما افقده وهو الوطن فلم أجد ما ابحث عنه حتى ظننت أن النقمة تلاحقني حتى في بحثي في وجوه الناس عن معنى أوطانهم …..حتى راودتني الأسئلة المزعجة تباعا ………..
لماذا يا صاحبي فتحت باب الأسئلة على مصراعيه أفتحت هذا الباب لتحديد المسار والمصير؟ فهل الغربة غربة الأرض ؟ أهي غربة الروح ؟ وهل النائمون في مسقط رؤوسهم ينعمون بوطن ؟ وهل الوطن هو الذي يشهد لحظة الميلاد أم هو الذي يضمن الحياة ليستحق التضحية فيها أي وقت وأي زمان ؟ أهو الذي يصنعنا أم نحن الذين نصنعه؟
بحثت في وجوههم مليا فقفزت إلى الذاكرة(وكالات السفر ) ودهاليزها السرية التي عملت في الوطن ليلا نهار بلا كلل ولا ملل حتى اصبح شغلها الشاغل نفي أبناء الوطن البررة بتذكرة بلا عودة حتى تبددت الحيرة عن ملامحي ……..
لعلك يا صاحبي تقول أن هذه الوكالات وقطارات الموت تابت عن الإثم ؟! لا يا صاحبي فبعد أن ملوا الوداع ولعبة الموت القذرة …….استبدلوا هذه اللعبة بمائة لعبة أقذر لكنها مغلفة بالحرير ……حتى باتت كل لعبة تسلمك للأخرى كمن يقبع في مقر للمخابرات ينبشوا في زوايا ذاكرته عن أي معاني للوطن ليقتلوه ………
وإن كانت وكالات السفر السالفة الذكر البنت القبيحة للوطن فبهذا التبديل أصبحت ابنته الجميلة التي زينوها بكل أنواع المكياج بعد أن لبست ثوب الوطنية لتصبح غير مدانة مهما اقترفت من خطايا!!!!!!!! .
ألم تر أن التربية والتعليم أصبحت وكالة سفر ، والتلفاز وكالة سفر ،والمسرح وكالة سفر ، والملعب وكالة سفر كل ما حولك وكالة سفر وما بين الواحدة والأخرى تقبع وكالة أضيفت إلى البوليس السري والعلني وكلها اتفقت على نفيك خارج الوطن والأوطان جميعها …….ليس بالمعنى العضوي بل النفي الأكثر إيلاما وقسوة فان كان النفي العضوي يحاول أن يحرمك من المكوث والموت عند صرختك الأولى إلا انه يولد الحنين فيك ويكبر الحنين لينمى ذكريات الفرح والمرح فيك ويطمس ذكريات الحزن وتكون على موعد مع هذا الوطن يوما. أما النفي القسري نفي الذاكرة يحرمك من الحلم والحنين لأي وطن …هذا النفي يجعلك كالعيس التي يقتلها العطش وهي تحمل الماء على ظهورها ……يولد فيك اللامبالاة التي تتضخم في الذات إلى حد المرض الغير قابل للشفاء ….يصبح جل ما في بياناتك / لا أسمع / لا أرى / لا أتكلم/ فأي وطن هذا الذي يجعل أبناءه عميان وخرس ……حتى اسمك تحاول أن تخفيه أحيانا ……..الحيوانات يا صاحبي تسمع وترى وتومئ بالغضب والرضى أحيانا وبالدموع أحيانا أخرى
أفي الخبز وحده يحيى الإنسان ؟ نصرح في المخيلة تتولد الأفكار فنقتلها في داخلنا …..كابن الزنى الذي يتم إجهاضه خلسة في بداية تكوينه !!!!مع تواجد هذه الوكالات في الوطن
وإذا ما اتفقنا انه لا بد من السعي للوطن وفاءا للنداء الأول فلا اقل من أن يكون هذا الوطن يحفظ إنسانيتنا وأتفق معك أن صرختنا الأولى والتي كانت بمثابة إعلان للحياة ما هي إلا قسم لنسعى لأن يكون موتنا مكان هذه الصرخة في ((الوطن))
ولكن أي وطن أيها الصديق …..ألا تقع على عاتقنا مسؤولية أن نعد هذه الأرض صاحبة الصرخة الأولى لتكون وطن .
كل البوادر تقول أنهم خاضوا معاركهم بمعزل عن الأخرى خاضوا معاركهم بلا قواعد ولا أسس وتركوا وكالات النفي القسري تأخذ أبعادها في المجتمع بحجة أنها البنت الشرعية للوطن …….النفي القسري يدمن العبودية ويطلب الاحتلال يناديه في وضح النهار
النفي القسري يقتل روح المقاومة ليذهب كل فرد ليغني على ليلاه وما ليلى يا صاحبي إلا وكالة سفر واحتلال أخر. ….ليتنا نفهم الوطن جيدا قبل انتزاعه فنحن على موعد معه لنحافظ على جمال الوطن ونحافظ على الدماء الزكية التي سالت من أجله وننغرس فيه وينغرس فينا دائما .
أتراني فقدت السيطرة على نفسي ؟!المعذرة أيها الصاحب