هلّت العشر الأواخــــــــــــر ،،
الحمد لله الذي أحيانا و بلغنا العشر الأواخر ..
أيامٌ قليلة و يغادرنا شهر الخير و الرحمة .. فلنستغل ما بقي منه
فالسباق قد اشتد ..
و الجنانُ زُيّنَت لمن اجتهدَ و أخلصَ النية لله تعالى ..
فلنحرص في هذه الأيام الفضيلة على الأعمال التالية وكلٌ حسبت استطاعته ..
1- الحرص على إحياء هذه الليالي الفضيلة بالصلاة والذكر و القراءة و سائر القربات و الطاعات و إيقاظ الأهل ليقوموا بذلك كما كان صلى الله عليه و سلم يفعل .
2- احرص على الاعتكاف في هذه العشر ،،
و الاعتكاف هو لزوم المسجد للتفرغ لطاعة الله تعالى و هو من الأمور المشروعة و قد فعله النبي صلى الله عليه و سلم و فعله أزواجه من بعده .
و ينبغي للمعتكف أن يشتغل بالذكر و الاستغفار و القراءة و الصلاة و العبادة و أن يحاسب نفسه و ينظر فيما قدم لآخرته و أن يجتنب ما لا يعنيه من حديث الدنيا و يقلل من الخلطة بالخلق .
3- الاجتهاد في تحري ليلة القدر ،،
ليلة القدر ليلة خير من ألف شهر و مقدارها بالسنين ثلاث و ثمانون سنة و أربعة أشهر.
قال فيها عليه الصلاة و السلام : ( من قام ليلة القدر إيماناً و احتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه )
الراوي : أبو هريرة – المحدث : الألباني – المصدر : صحيح الجامع - لصفحة أو الرقم: 6441 - خلاصة حكم المحدث: صحيح
و هذه الليلة لا تختص بليلة معينة في جميع الأعوام بل تنتقل في الليالي تبعاً لمشيئة الله و حكمته.
و هي في الأوتار أقرب من الأشفاع لقول النبي صلى الله عليه وسلم : ( تحروا ليلة القدر في الوتر من العشر الأواخر من رمضان ) رواه البخاري
قال العلماء : الحكمة في إخفاء ليلة القدر ليحصل الاجتهاد في التماسها , بخلاف ما لو عُينت لها ليلة لاقتصر عليها !
و عليه فاجتهد في قيام هذه العشر جميعاً و كثرة الأعمال الصالحة فيها و ستظفر بها يقيناً بإذن الله عز وجل
و أفضل الدعاء في ليلة القدر ما ورد عن عائشة رضي الله عنها حينما سألت رسول الله عليه الصلاة و السلام عما تقوله بليلة القدر فعلمها :
( اللَّهُمَّ إِنَّكَ عُفُوٌّ كَرِيمٌ تُحِبُّ الْعَفْوَ فَاعْفُ عَنِّي ) رواه الترمذي في الدعوات وقال حسن صحيح .
همسة للأخوات فقط ،،
أختي الفاضلة ما هي إلا أياماً معدودات فلا تقضي ليلها في الأسواق !
حددي ما تحتاجينه بالضبط و المكان الذي يتوفر به ما تطلبينه حتى لا يضيع وقتك الثمين في البحث .
و احرصي أثناء خروجك على حجابك أختي الفاضلة ..
احرصي على الستر و الحشمة أيتها الدرة المكنونة .
ولاتنسي دعاء دخول السوق و إن رأيت منكراً فانكري على صاحبته بأسلوب حسن لعل الله يهدي بك و استحضري الأجر إنكار للمنكر و دعوة إلى الله و في وقت فضيل فما أعظمه من أجر و ما أعظمه من فضل.
و لعلنا نحرص في الأعوام القادمة إن بلغنا الله و أكرمنا برمضان مرة أخرى أن نستعد من قبل رمضان أو في العشرين الأول من الشهر الفضيل في أضيق الأحوال فالعشر الأواخر كنز لا يعوض فلنحرص عليه أشد الحرص .
وفقكن الله يا مربيات الأجيال و صانعات الرجال لكل خير ،،
و في الختام
نسأل الله أن يبلغنا ليلة القدر و يوفقنا لقيامها و يجعلنا من المعتوقين ياارب العالمين ،،
اللهم آميــــــــــــن ..