السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
قال الرسول عليه الصلاة والسلام : " هذا رمضان قد جاءكم ، تفتح فيه أبواب الجنة ، وتغلق فيه أبواب النار ، وتسلسل فيه الشياطين " [ صحيح لغيره ، الألباني ـ صحيح النسائي : 2102 ] .
رمضان ، شهر الخيرات والبركات ، والأنوار والنفحات الربانية ، ترى .. كيف ينبغي للمسلم أن يستقبل هذا الشهر الفضيل ؟ .
سُئِل ابن مسعود : (( كيف كنتم تسقبلون شهر رمضان ؟ قال : ما كان أحدنا يجرؤ أن يستقبل الهلال وفي قلبه مثقال ذرة حقد على أخيه المسلم )) .
لقد فقه الصحابة ـ رضي الله عنهم ـ أن المقصود من الصيام هو التقوى ، كما قال تعالى : ﴿ يـٰأيها الذين ءامنوا كُتِبَ عليكمـ الصيامُ كما كُتب على الذين من قبلكمـ ﴾..{ البقرة : 183 } ، والتقوى محلها القلب ، إذن فلابد من العناية بهذا القلب ، والحرص على تطهيره من آفاته وأمراضه من حقد وحسد وغل ورياء وكبر ... ، في مستهل هذا الشهر الفضيل ، حتى يتسنى لهذا القلب استقبال الأنوار الربانية والنفحات الرحمانية بكفاءة عالية ، ولابد من تزكية الأنفس ، وشهر رمضان فرصة عظيمة لتحقيق هذه الطهارة والتزكية القلبية والروحية .
وأيضاً أن تتحقق لدينا ثمرة الصيام ، وهي التقوى ، لأنها لو تحققت فعلاً ، لتغير حالنا ما بعد رمضان ، ولأصبح دهرنا كله رمضان .
مررت على قوم يبكون قلـت --- ما يبكيكم ؟ قالوا : مضى شهر الغنائم
قلت : دعوا البكاء ، لو اتقيتم --- في رمضان ، بقي الشهر قائـــــم
أدعو الله أن يلهمنا الصواب ، ويرزقنا الحكمة ، ويفقهنا في الدين ، وأن يؤتي نفوسنا تقواها ، ويزكيها فهو خير من زكاها ، وأن يختم لنا شهر رمضان برضوانه ، ويجعل مآلنا إلى جنانه ، ويعيذنا من عقوبته ومن نيرانه .......
اللهم آمين