السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اسعد الله اوقاتكم بكل خير
قصة واقعية ومؤثرة قرأتها وأحببتُ أنْ أضعها هنا فلربما تضع بصمتها في حياتكن
اتترككم مع القصة
خلاص .. بدلتهــــا
قصة واقعية بقلم الكاتبة / سهام خالد العامر ..
/
.
/
يهفو اللسان وتزل الجوارح وقد نمسي ونصبح اثمينا
نـطيــع الــرحمـــن حينــــاً وحينــاً لابليــس طائعينـا
فــاعــذروا اخ لكـــم يلتمس الغفران من رب العالمينا
التقيت بها في لقاء تنزيهي للجامعة التي سادرس فيها بالخارج, تبادلت معها ارقام الهواتف وسعدت من خلال حواري معها , انها ستكون معي بنفس الكلية والتخصص. رجعت البيت وانا مرتاحة النفس مطمئنة الخاطر, لاني لن اشعر بالوحدة بدراستي في الخارج, ستكون معي زميلة بنفس عمري ستشاطرني سنواتي الدراسية. اخبرت والدتي بالحدث السعيد, وكان رايها بان ندعوها هي ووالدتها لكي نتعرف عليها عن قرب. وكان اللقاء جميلاً, ارى وجه والدتي مسرور لان الفتاة تتحلى بالاخلاق والدين, التفتت والدة جنان وقالت لها :
" ريم ... هي اختك ليست صديقتك من الان "
ابتسمت والدتي على هذه الجملة وشعرت بالاطمئنان .
مرت الايام بسرعة وها انا امام حقيبة السفر انظر اليها ويلمع من بين الثياب , المصحف الشريف - كتيب الاذكار - سجادة الصلاة - البوصلة . ضحكت كثيراً , فهذه الاشياء وضعتها والدتي دون علمي, وقبل السفر دعتني امي لجلسة دار حوارها حول تقوى الله ومخافته, كما اوصتني مراراً اثناء حديثها بالصلاة وقراءة القران الكريم , وان اضع بين عيني الثقة التي اودعتها لي . اخذتها بالاحضان وطبعت قبلة على خدها وقلت لها :
" والدتي موافقتكما انتِ وابي على السفر للخارج للدراسة ماهي الا ثقة اوليتموني اياها, اعاهدكما بان اكون عند حسن ظنكما "
ركبت الطائرة التي ستقلني الى محل دراستي, تصفحت البوم صوري التي اعدته لي اختي, كثيراً من الصور التي جمعتني مع عائلتي , واجملها هي صورة عائلتي وخاصة التي اخذتها امام الحرم المكي وهي اول عمرة لي. نظرت اليها وتذكرت هذه المرحلة الايمانية من طواف وسعي ودعاء واذان الحرم المكي , ما اجمله على السمع والقلب . نظرت الى الساعة واذا حان وقت صلاة المغرب فهببت مسرعة لتادية صلاة المسافر.
سكنت مع جنان وكانت نعم الصديقة . تذكرني بالصلاة كما كانت ترسل لي كل يوم جمعة رسالة ايمانية, تعد وجباتي وكان من كرم اخلاقها بان ترتب لي غرفتي . ومع الحياة الجديدة والغريبة على نفسي بدا التغير شيء فشيئاً , بدات اتباطاْ على الصلاة ومرات اتركها كما هجرت قراءة وردي اليومي الذي كنت لا اتركه يوماً . استهواني الاطلاع على المواقع الهابطة.
وذات يوم دخلت علي جنان حاملة علبة سجائر فقالت لي:
" ريم .. ما هذه اتدخنين ؟".
وقفت امامها واكفهر وجهى لها وقلت لها : مالك علي اتحاسبينني؟"
فقالت : ريم .. لا اصدق ما ارى هل انت بهذه الشاكلة ؟! ..
رفعت يدي وصفعتها على خدها .
ومن بعد هذه الحادثة لم اتحدث معها , واعلم في قرارة نفسي انها لم تحطئ, كانت هي بالمقابل تقدم خدماتها لي وتعد وجباتي, حاولت عدة مرات ان تتحدث معي ولكني اعرض عنها .
وفي يوم كنت بالجامعة انتهيت من المحاضرة الدراسية في الدور السابع, دخلت المصعد مع مجموعة من الطلاب كنا سبعة, نزل المصعد قليلاً ثم فجاة توقف, ساد الضحك بين بعضهم, ثم ضغط احدهم على زر النزول ثانية لم يشتغل المصعد , ضغط على جرس الانذار وايضاً اتضح انه متوقف, ثم زر المروحه لم تدار .
صرخ قائلاً:
كل شي داخل المصعد لايعمل , اعدوا انفسكم من الاموات !!..
بعد هذه الجملة دب الفزع في قلبي بل تملكني , ساد الهدوء قليلاً .
خفت وكنت عند زاوية المصعد اتوسدها انظر اليهم , هذه ترتجف خوفاً , وهذه تدمع, وهذا يقبض بكفيه وهذا واضع يده على وجهه, زاد خوفي, كما زاد الحر والخنقة, صب عرقي وشعرت بالاعياء, مر شريط اعمالي وما صنعته منذ وصولي لهذه البلاد, وماذا قدمت ؟!
فتحت حقيبتي اريد ان اكلم ابي الذي اهملت الاتصال به منذ شهر , ومن هذا تذكرت العهد الذي قطعته مع والدتي قبل السفر , بكيت بحرارة ومرارة, نظرت بجانب الهاتف انتبهت الى علبة السجائر . دار راسي تذكرت خلافي مع جنان. اقول لنفسي ماهو الشئ الصحيح الذي فعلته هنا ؟.
ارد على نفسي لا شئ , ادرت الارقام للاسف لم يكن هناك تغطية ارسال, فكرت ان اقرا بعض الايات الكريمة من برنامج القران الكريم في هاتفي, لم يفتح حتى اعلنت البطارية توقفها.
دب شعور داخلي باني ساودع الحياة بعد قليل, بدات الانفاس تتعب والوجوه بدى عليها الاعياء مر اكثر من نصف ساعة لا نسمع احداً من الخارج يطمئننا, بعدها صرخت احداهن وهي تقول: لا اريد ان اموت. حتى احتضنتها صديقتها تهدا من روعها. صرت ساكنة واجمة اخذت اتذكر كل عمل صنعته جميل في حياتي وادعو الله سبحانه وتعالى به, زاد الاختناق سقط احدهم على الارض. اخرجت زجاجة عطر لكي تساعده على الافاقة, وظهرت مع الزجاجة تذاكر لحفل"ديسكو" . بكيت ويدي ترتجف , وبعد ذلك اخذ احدهم يضرب على باب المصعد ويصرخ بصوت عالي:
ساعدونا .. ساعدونا .. اننا نختنق سنموت اذا لم نخرج .
وضعت يداي على اذناي, احاول ان لا اسمع شئ وعدت ثانية الى الدعاء ادعو يارب يا كريم .. يارحيم .. يارحيم .. يارحيم .. تعلم مابنفسي .. ماقدمت وعملت .. يارب الاكوان ورب البشر .. انت الرحيم .. العفو .. الكريم .. الغفور .. ارحمني .. ارحمني .. ارحمني ..
بكيت بحرقة حتى احسست بقشعريرة هزت بدني , زاد الحر وبدات الوجوه تتصبب عرقاً وتعباً لم يعد تلويح كتابي على وجهي يزيد طراوة. ومازال الطالب يضرب على الباب بقوة ويصرخ ويستنجد, ولانسمع احداً من الخارج كاننا صرنا في عزلة عن العالم الخارجي , عدت مرة اخرى ولكن هذه المرة صرت انطق الشهادتين تكراراً و مراراً.
فلمعت فكرة في راسي ان اكتب على ورقة دفتري جملة:
"سامحوني لكل من عرفني ولا تنسوني بالدعاء ".
بدات انفاسي تتثاقل في صدري لا استطيع التنفس رددت الشهادتين عدة مرات وصرت اقول " يارحيم .. يارحيم .. يارحيم ".
وبعدها سبحان الله العظيم تحرك المصعد نزولاً , صرخت المجموعة بين بكاء وابتسامات ودموع, بكيت فرحاً وفرجاً , ومازال المصعد ينزل واعتبر هذه اللحظة من اجمل لحظات حياتي واعتبرها ايضاً لحظة ولادتي من جديد . واقول في نفسي:
يارب بماذا اجزي عطاءك وكرمك ورحمتك.. ابكي ودموعي تسبح على عيني وخدي .
حتى فتح باب المصعد . جموع غفيرة كانت في استقبالنا تعبر عن الفرحة بين تصفيق وتصفير وصراخ . واول خطوة خطوتها للخارج برجلي اليمنى بعدها اخذت شهيقاً قوياً ونظرت الى السماء وعنياي مازالت تدمع, وفي قلبي جملة تزاحم الحدث والفرحة. حتى سمعت مناداة جنان لي , اخذتني بالاحضان وقبلتها وقلت لها :
سامحيني جنان .. سامحيني ..
وفجاة وقف امامي المسعف وقدم لي زجاجة ماء فقال لي :
تفضلي. وخذي هذا الدواء سيتبدل حالك نحو الافضل.
ابتسمت وقلت: شكراً لقد بدلت شيئاً عظيماً افضل بكثير مما عندك .
فقالت جنان : ريم ماذا تقصدين ؟
امسكت يدها بقوة , والتفت الى المصعد ومازالت دموعي تسبح على خدي ثم رفعت عيني الى السماء وقلت في نفسي دون ان تسمعني :
خلاص ياربي بدلتها .. بدلت سيئاتي .... حسنات .
قصة واقعية
احداث القصة ديسمبر 2003م
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]أحبتى فى الله
إن الطريق طويل وفى السير على هذا الطريق يمل من يمل ويسقط من يسقط ويتراجع من يتراجع ويتعجل من يتعجل وييأس من ييأس وتبقى حفنة مؤمنة تصبر لأمر الله وتصعد لمشقة الطريق حتى تصل لغايتها(اللهم اجعلنا منهم)