دانية ماهر بني فاضل
كلية الطب البشري
أخفت ملامحها بحيلة صابـرِ
وبحرقة القلـب الأسير الآسـرِ
وتيقَّنتْ أنّ الصبـاح مسافـرٌ
والحلم محفوظٌ بجيبِ مسافـرِ
عينان دائختان ..والليل انبرى
يخفي النجوم عن اللُّحَيْظِ الساهرِ
ريحٌ ومـوتٌ وارتكاب قصيدةٍ
تروي مواجعهـا بصمتٍ ثائرِ
ستؤوب قافلةٌ فـلا تتعجلـي
قدراً تأخـر بالكلام الباكـرِ
بنت الأكارم ..والكرام قلائـلٌ
ما عشتِ إلا للخطوب فكابري
وطني وما تبكين من سفك الدما
ءِ دمي وما سطَّرتِـهِ كمشاعـري
ما ضج في سمع الشقي من الخطى
إلا ويعقبهنّ وقـــع بشائـرِ
لا يحزننـكِ أننا في غفـــوة ٍ
واستحضري المجد القديم وفاخري!
مازالَ يقرئني سلام جدودِنــا
وسطور عزتنا ليجبرَ خاطـري!!!!!!
ولّت خيول العُرْبِ وهوَ يقول لي :
(هلّا سألت الخيل ) يا ابنة ماهر ِ
وأنا سألت الخيل قبل رحيلهـا
عن كل من شهد الوقيعة ..مقبلاً
ليردَّ عـن أقصاه كيــد تآمرِ
سوء امتطـاء ٍمع جهالة فتيـةٍ
وذهاب منفعةٍ وداء حـوافـرِ
اليعـربيون الذين أحبهـــم
ولوا سراعاً مثل أمسِ الدابـرِ
عبثاً تُذَكِّر بالمواقف أمــةً
نسيَتْ فما وقت الوغى من ذاكرِ!!
شطّت فضللها الضلال فواجهت
خطراً تملكهـا بفيهٍ فاغـــرِ
يمشون إذ يمشون نحـو عدوهم
ميلاً فميلاً في المسار الدائـري
فُدّيتَ من وطـنٍ تعاظم خطبهُ
والقوم بيت تـآنسٍ وتسامـرِ
صهلت جموع الخيل ويحك مثلما
ضحكت من التاريخ روح الحاضرِ
اصمتْ فديتكَ قد تولَّى عهـدنـا
واحفظ قصيدك للرّثـا يا شاعري..
يكفي كفاك على الطلـول توقفاً
سئمَ الورى من بسمةِ المتظاهــرِ
أسرع بمشيك حيث شاءتك المنى
والحق بآمالِ القصيد الحــائـر
لنضمدَ الجرحى ونزرع في المسـا
أملاً توضأ بالبكــاء الطاهـرِ
لنشيعَ الشُّهدا ونفـرش دربهـم
للخلد بالفل النديِّ العـاطــرِ
درب ٌ إلى الحلم البعيــد طويلةٌ
وأنا تعبتُ ولم تـزل في خاطري...
بعضُ الأماني الممعناتِ تشبثــاً
والساكنـاتِ قصائدي ومشاعري
قـوتي وقافيتي وأنفاســي التي
أنسى بها أني. .حفرتُ مقابـري
قولوا لعيني لا بكاءَ إذا بـكـت
(ما عشتِ إلا للخطوب فكابري)
وطني ..كما بالأمس قد خلفتـهُ
جرحاً تنفس في جـحيم دفاتري
وغدوت والحزن الشديد يلـمُّ بي
والدهر يخبرني: تدور دوائــري..
أدعو وتدعو في القصيدة أحـرفي
ربي ومـالي غيره من ناصـــرِ